انك عندما تعتذر من شخص وتقول له كلمة ( أسف ) ليس معناها انك شخص سلبي وانهزامي وجبان ورعديد وعديم الشخصية كما يظن اكثر الناس هذه الايام ، بل هي دليل رجولة واحترام وتقدير لشخصك ونفسك واخلاقك وتربيتك وانه عندما يأتيك شخص معتذراً اليك فعليك تقبل عذره مهما كان خطأه فاذا كان رب البرية يغفر للعصاة والمذنبين فمن نكون نحن حتى لانقبل عذر غيرنا من البشر ، وانه عندما يقول لك كلمة ( أسف ) فهي تعتبر تقديراً كبيراً في حد ذاتها حتى لوكنت تعرف تمام المعرفة وتدرك تمام الادراك انه قالها فقط لمصلحة معينة او لقضاء حاجة فانت عليك بالظاهر ودعك من الباطن وانت تعامله باخلاقك لا باخلاقه ، وأن الاعتذار ثقافة سامية لايتقنها الا الاقوياء فقط واكرر الاقوياء لان كلمة ( أسف ) ثقيلة للغاية ولاتنطق بسهولة ولفظها اقوى من سل سيف من غمده امام جحافل الاعداء لانك تنحي كبريائك وعنفوانك مقابل ان تصفي نفس شخص ربما اخطأت بحقه وربما لم تخطئ ، لذلك الاعتذار بحد ذاته يحتاج الى قوة عظيمة وشدة جسيمة لكي تمارسه امام البشر ومع هذا فهو مريح للنفس مهذب للطباع والشخص الذي يجيد ثقافة الاعتذار شخص سمته الهدوء ورجاحة العقل والاتزان ورقي الطباع لان الاعتذار لايناسب الاشخاص الحاقدين والحمقى والجهلاء والسفهاء والمنافقين ولايتماشى مع اهوائهم ، وانت عندما تنطق كلمة ( اسف ) وتتعودها على لسانك سوف تحس بمدى سعادة نفسك حين نطقها وراحة ضميرك وهدوء اعصابك ، فقط جرب ان تجعلها دارجة على لسانك وسوف ترى عظيم الاثر على قلبك ونفسك وحياتك وتذكر ان الاعتذار ثقافة وسمة دارجة بين المحبين وجميلة حين يتسابقون للاعتذار من بعضهم بدون سابق تحضير سوف تجد روعتها ورونقها وجمالها .
.
.
خاطرة :-
.
من امثالنا العامية الجميلة ( ياريتني غابة وكل الناس حطابة ) .
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة