دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

علاء قدور : رِحلةٌ في الخرائط

 

أمسُ و الليلُ أشعثٌ طويلُ

الدّفاترُ تبكي، أوراقي مبثوثةٌ
كالفراشاتِ
أسهبتُ بالقراءةِ ليلتها أبحثُ
في المعاجمِ عن مفرداتي
قدْ نَضُبَ البحرُ، أعيتني القوافي
صارتْ شاحبةً دواتي
مررتُ بحبٍّ و حربٍ قرأتُ في
التاريخِ أحلى العباراتِ
شدَدتُ على الخرائطِ راحلتي
أجوبُ بلادي، أبحثُ في الأصقاعِ
عن ذاتي
مِن جِلّقَ عشقٌ إلى حلبَ إلى بغدادَ
حيثُ نصبتُ خيامي
رأيتُ فيها أمجادَ من راحوا
بكيتُ الفراتَ، صاحبَ دجلة
دمعاتي
إلى القادسيةِ جِئنا أيا سعدُ مكلّلينَ
بالتّهليلِ و بالتكبيراتِ
أمشّطُ السّنابلَ الصّفراءَ أفردُ ذراعي
إلى الشّمسِ إلى الغياباتِ
أنا المُتعبُ منَ الحاضرِ، منَ الذّلِّ
منَ الكسرةِ من الإهاناتِ
كيفَ أُكملُ؟ وقد وقعَتْ عيني
على القدسِ على المعراجِ على
المقدّساتِ
صلاحُ الدّينِ للّهِ المُشتكى قد باعوا
ما حرّرتهُ (اللّهُ أكبرُ) واشتروا
الخِزيَ و الخياناتِ
كيفَ أُكملُ؟ والحدودُ تُمسكني
قد ملَلتُ الرّكبَ، ملّتْ منّي
مسافاتي
أحملُ حقائبي على ظهري
أحملُ شعري، مَنْ يشتري اليومَ
منّي خَربشاتي؟
مَنْ يقرأ؟ مَنْ يحملْ همَّ أمةٍ
مَنْ يُعِدْ للأحفادِ المسلوبةَ
والمغتصباتِ؟
وأمشي؛ أمشي أعدُّ وأضربُ
أبعادي بأبعادي، أحسبُ كمْ
لنا من الفخرِ، من الأمجادِ
وتنساني خُطُواتي
و هُناكَ استوقفتني خميلةٌ
حُلوةٌ، جميلةٌ منَ الجميلاتِ
دَعَتني إلى بيتها إلى القصرِ
الممزوجِ بالعطرِ
عن اسمها لمْ أسألْ فهنا لي
من العزِّ ما يُغنيني عن سؤالي
قالتْ : أنا الأندلسُ، وهنا قُرطُبةُ
وهذا قصرُنا و غرناطةُ أحلى بناتي
قلتُ: لا تُحدّثيني. فأنا أدرى منك
بمَنْ فيهِ
الحجارةُ تحكي، الزّخارفُ المنقوشةُ
تحكي و ( لا غالبَ إلّا اللهَ) فوقكمُ
ستبقى محفورةٌ تُنادي : أيا طارقُ
قدْ طالَ الرُّقادُ، أعِدْ إليَّ راياتي
جَلستُ في الأروقةِ، في البَلاطِ
أُحدّثُها عن أجدادي، عن مُحمّدَ
عن عبد اللهِ، عن طارقَ ابن زيادِ
هُنا لي منَ الفخرِ ما أحكيهِ
ما أُلقّنهُ لأحفادي
أيا طارقُ : اعذرني لا تسألْ عن
الرّفاقِ
ستعرفُهم هناك يومَ التّلاقي
ستشيحُ نظركَ عنهم، عن الغاشمين
عن الخانعينَ، عن الرّاقصاتِ
دعني أرحلُ الآنَ أرجعُ إلى واقعي
إلى الحدودِ إلى الأسلاكِ
إلى التأشيراتِ
أنا رجلٌ طُموحي لا حُدود لهُ إلى
ما بعدَ الشّمسِ فرشتُ أحلامي
الكبيراتِ
إلى أنْ تنتهي أبعادي، إلى الأُفقِ
تعانقُ النّجومَ سواري أعلامي
الخافقاتِ
في القلبِ جُرحٌ إلى العِزِّ نزفُهُ
ما داوتهُ طبيباتي
إنّكَ ياطارقُ بالعزيمةِ تُشابهُني
لولا الفروقُ، لولا الجروحُ
لولا أنْ خَذلتني حكوماتي.
بقلم: علاء حسين قدور .
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع