دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

عبد الفتاح حموده : امرأه ضائعه


لم تعد تهمني الحياه بكل مافيها.. لازوجي.. ولااولادي. ولابيتي.. ولا أي شئ فليذهب  كل شئ إلى الجحيم.

زوجي يذهب للعمل من الصباح الباكر ولايعود إلا في ساعه متأخره من الليل وكذلك الأولاد .. طوال هذه الفتره يكون الملل قد تمكن مني وأحكم إغلاقه تماما.

ماذا أفعل وقد فعلت كل شئ حتى مللت الحياه كلها.. نظافه البيت وترتيبه.. زياره أي أحد من الجيران أو الاهل.. الجلوس على شاطئ البحر القريب من البيت.. متابعه التلفاز.. الخ فلم تعد لي أي رغبه في شئ فقد استفحل الروتين اليومي فأصبحت الحياه والموت سواء..!

كل ما أفعله هو أن أترك جسدي جثه هامده علي فراشي وإذا نهضت من نومي أشعر بغايه الكسل والخمول فاعود إلى النوم مجددا.. هكذا أقضي يومي كله في الإستسلام للنوم فليس أمامي سواه.

يعود زوجي من العمل متأخرا فيجد أنني لم أعد له أي طعام.. وهذا ماكان يثير غضبه وأنفعاله بشده فيقسو علئ بالضرب والسباب وقد يحث الأولاد على فعل ذلك.

ووجد زوجي حلا مناسبا فقدم الدعوه لاشقاءه على طعام الغذاء في يوم عطلته الأسبوعية من العمل

 فقد ظن أن مافعله سوف يجعلني اتحرر من قيد الملل المحكم ولكن عبثا بلا جدوى فلم تفلح محاولته في ذلك أبدا.. 

فقد ينتظر يوم عطلته أن اتحرر من قيدي.. واغتسل.. وارتدي ملابس مناسبه.. استعمل المكياج والعطور.. ويجد البيت في قمه النظافه والترتيب.. وتفوح منه روائح زكيه واضاءات خافته تبهر العين.. ا

ولكن هيهات فقد غاب عن باله أن يوم عطلته الاسبوعيه تتجمع فيه ألوان الكسل والخمول فاحتضنهما كأنني أخاف أن تتركني هي الأخرى كما تركتني الحياه بكل مافيها مجملا وتفصيلا.

أحتار زوجي في أمري.. أحيانا يشعر أنني فقدت عقلي تماما فيهددني كلما عصيت أمره أن يودعني إحدى المستشفيات الخاصه لعلاج مثل هذه الحالات..

وأحيانا يشعر أنني في قمه العقل وأن كل ما أفعله ماهو إلا عناء ظاهر.. وتحد سافر...!

عن نفسي فلست أعرف هل فقدت عقلي فعلا أم أنني في كامل قواي العقلية.. أو كلاهما معا..!

ضاق زوجي ذرعا بي.. فقد أخبره بعض الجيران أنهم وجدوا أسفل المنزل بعض الأشياء ملقاه ملابس جديده ممزقه.. وماكولات. عملات ورقيه ممزقه.. الخ

الحق يقال أنا نفسي لا أعرف لماذا أفعل كل هذا  وكيف ومتى..!

أسوء ما وجدته من زوجي مقارنتي بأمراه بعينها او اى امرأه يشاهدها في التلفاز.. كم هو الفرق مابين القبح والجمال..!

هكذا كل النساء أفضل مني في كل شئ وقد تجاهل زوجي أي صفه طيبه كأني الوحيده من بين النساء التي تنفرد بالعيوب والمآخذ دون أي صفه طيبه يذكرها والأخريات حوريات من الجنه لاعيب فيهن. لعله نسي اوتناسي أياما كان يسعد فيها بالجلوس الئ.. ويصفني بالجمال الهادي وأني هديه من السماء و.. الخ.

ربما زوجي على حق فيما يقوله ولكن ما ذنبي في طول فتره غيابه عن البيت.. لوكان يعمل على فترتين فيحضر إلى البيت بينهما ربما تغيرت أمور كثيره ووجد مني المرأه التي يتمناها ويرغب فيها.

كلما سخر زوجي مني نظرت إلى المرآه فأرى كم انطفاتشمعتي ولم تعد لي أي حيويه اونشاط أو إقبال على الحياه فأصبحت كالحي الميت.

لا أعرف ماذا أصابني فضعفت قواي وفتر أحساسي بالحياه ولم تعد لي رغبه في العيش أبدا .. ولم يعد هناك مايشغل بالي أبدا .

لااخفيسرا أن سخريه زوجي مني ومقارنتي بغيري أحد الأسباب البارزه التي افقدتني الأهتمام بنفسي أو بيتي أو به هو.. فلو حدثني بكلمه طيبه ولو كذبا لعله ساعدني على أعاده الروح لنفسي ونهضت من كبوتي .! 

انقطعت صلتي بالناس فلم أعد أرغب في زياره أو استقبال أي أحد . فلم أعد أبالي بمن يطرق بابي أو يتصل هاتفيا حتى لاتأتي من تحدثتي عن زوجها وعن استقبلهاله عند عودته وعن ماتقوم به من نظافه البيت وترتيبه و. َ. الخ

منذ بضعه أيام مرض زوجي ونقل إلى غرفه العنايه المركزه في إحدى المستشفيات ولكني مكثت في بيتي.. لم يشغلني مرضه فليمت بسلام فماذا قدم الئ لكي أبكي مرضه أو موته..!

لعله إذا رحل إلى السماء اتفرغ لكبوتي دون أن ينغصها علئ وبالفعل مات الرجل

فإن كان قد مات اليوم فقد سبقته منذ سنوات....

مع تحياتي (عبد الفتاح حموده)


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع