(هيا ادخلوا منازلكم بسرعة وغلِّقوا كل المنافذ الذي قد تودي إليكم وأحكموا الوثاق حول أسلحتكم وما تبقى من أبنائكم.....إذا ما فُتح باب واحد فلن تشرق علينا شمس يوم جديد....أتصغون لما أقول؟؟؟...هيا أيها الفرسان لننهي هذا التمرد...فإما أن نحوز مقلتيه وإما الصلب واحتراق غسق لاسالا...إنطلقوااااا) وما إن بدرت إشارة النهاية حتى اندفع الفرسان تتآكل من أسفلهم المروج الخضراء معلنة حلول هالة القحط والجفاء لتخيم على الأرجاء ، تلاشى الهباء ليعم السكون زقاق القرية ، هدوء اكتسى بمحيا الموت ، ركود ينذر باقتراب العاصفة التي ستدمر الأرض بما حملت ، صدح صرير الرياح جائباً الطرقات موقظاً الأحبة بأن التخاذل بات محرماً ، ولكن هيهات يا سماء ، أوصدت الأبواب لينتصب حراسها قابضي ذمام أمرها وقد ذخرت أيديهم بالمناجل والصناديق الملغمة استعداداً لما هو آت ، أدرك الجميع بأن هذه الليلة قد تحمل لهم الهلاك والوأد أسفل الركام ، إلا أنهم عقدوا العزم على الصمود والمقاومة لحقن الدماء والأرواح .
تلبدت السماء بالغمام واشتعلت نيران القلوب لتبرد زمهرير خوف قاتل بات يتلحف الأبدان ، الظلام يعم الأرجاء وأقدام الأحصنة تدمر الأرض حذواً تجاه قلعة الامبراطور المستبد الذي باتت حدقتاه لغزاً عجز الكهنة عن فك طلاسم غيظها وفتكها بالأبرياء ، وقتها رفعت المحاربة ذراعيها المدرعتين لتطلق هالة حصنت موكب الفرسان المنطلق كالسهم وسط الرياح وقالت بإعياء :(لقد علم ذلك اللعين بوصولنا...ليتني تعجلت بجمع طاقتي لإطلاق هذه الدرع....إنه لا يستطيع سماع كلماتنا إلا أن أصوات همهماتنا تقرع أذنيه الآن...علينا أن نعد خطة ماكرة وفي الحال...صقر..أضرم النيران في كل ما يحيط بالقلعة فور سماع صوت البوق...ليث..إصنع مئة وسبعين نسخة لمجموعتنا وأطلقهم تجاه القلعة من جهات متفرقة في الحال...فهد..أرسل مئتي موجة تخاطر لكل الغابات المحيطة بنا لتنبيء الأسراب بحاجتنا إليهم وذلك ما إن تنطلق مدافع القلعة تجاه الجسر....ماذا تبقى؟؟؟...نعم..نعم...إنه أثمن وأهم شيء...غراب ونمر..سوف أوكل هذه المهمة إليكما...عليكما باختطاف كوبرا الحارس الملازم للامبراطور وحيازة أنيابه وثلاثة من قشوره... بعد ذلك تلقيان به داخل الكوة المُبَوبة وتحكما إغلاقها بريشة العنقاء التي حَبيتكما بها لتقبضا ذمام الأمور وخسرت جراءها قدراً من طاقتي....) وقتها قال أحد الجنود التابعين للفيلق :(ونحن يا سيدتي...أما من مهام توكل إلينا هنا؟؟) عندها رمقه فهد بنظرات ملؤها الغضب والاستنكار قائلاً بحزم :(ومنذ متى وبيادق الشطرنج تحوز صفوف القادة!!) عمت شحنات الضغينة في الأرجاء ليمزقها ليث قائلاً :(والآن...هل هناك شيء آخر؟؟) وقتها مالت قائدة الفرسان على عنق الحصان لتلتصق به مربتتة على وجهه تلتها أن انتصبت فوق ظهر رفيقها وقد شهرت ذراعيها مبحاذاة صدرها لتتموه حدقاتهما بالضياء وتتطاير خصلاتهما التي باتت أحلك من ظلام قبر مستكين ، وصدح صوتها في المروج التي اكتحلت بلون أزرق قاتم في شتى الأنحاء :(أنا العنقااااااء....إفتحي أبوابك يا سماء البؤس والأهوال...أفيضي العذاب على أرض الموت والخذلان....إنهم ضعفااااء فلا تشفقي) حان وقت إبادة الحياة لتنهال صواعق العذاب على كل من لثم سم الحياة برئتيه ، زاد تركيز العنقاء على نقطة بعينها وسط السماء وصرخت بتعويذة النهاية مخاطبة صديقتها المجنحة التي اعترشت الغمام :(إحرقي الأرض وأفسديها هيااااااااا) حدجت العنقاء القلعة بذات الهالة الضوئية وقد حُلت درع الحماية لتنهمل الصاعقة ويندفع المستنسخون والأسراب في مشهد مهيب طوق القلعة في ثوان ليتجمد الزمان بحلول النهاية .
ترى هل وصل الامبراطور لآلة الزمن أم أن هناك من سيغادرها محطماً آخر الآمال بالولوج لعوالم أخرى؟؟؟؟

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة