ركض مسرعًا تجاه الجرف الصخري وقد تعاظم تآكل جسده المهول محاولًا إنقاذ الماسة قبل فوات الأوان ، تهاوت الصخرة ليتلقفها جايان بظهره متشبثًا بصحاف الأرض علها تغيث قدميه اللتين أخذتا بالزحف صوب الأعماق ، رمق السماء برجاء ونظر إلى ديريك يبثه هول الكارثة التي كللت الأعناق وقد بدأ جسده بالذوبان .
وقتها صرخ بهلع قائلًا :(أسرع هيا لم أعد أستطيع التحمل) وما إن لفظ آخر كلماته حتى شهر ذراعيه محيطًا بالصخرة في محاولات يائسة لإبقائها شامخة لبعض الوقت، المغيب يقترب، الشمس تتهاوى للأعماق لتغرق وسط الظلام وتنال قسطًا من الراحة، الجسد يتهالك، القوة تخور ولكن ما من سبيل آخر للنجاة.
أخذ ديريك يحث حصانه على الإسراع ليتباطأ الأخير دونما يقين بما سيحدث ، عندها صرخ البشري قائلًا بلوعة:(إصمد يا جايان لم يتبقى سوى القليل....إصمد) فلم يكن من المخاطب إلا أن نظر إلى مناجية بخذلان قائلًا:(لا عليك...أسرعا فقط قبل أن تتهاوى الصخرة فوقكما ويتلاشى جسدي المقيت).
أشعت الماسة الزرقاء لتظهر من الأفق ألسنة سوداء تلبي النداء ، آن أوان ختم الممسوس بصولجان أرض السافلين ، وفجأة تبدت ألوان عدة انتشرت وسط سماء المغيب التي أحاطت ببائسي الجرف اللعين لتتسع حدقتا جايان ويتلاشى جسده تاركًا الهلاك يؤول للنهاية، نظر ديريك فوقه بهلع لتتحرك أرجل حصانه مهرولة تستجدي النجاة.
لم يكن أمامهما سوى كهف يأويان إليه من تلك القذيفة التي أخذت تلاحقهما دونما رأفة بقلبيهما الجذعين، وفور ولوجهما لرحم الحياة حتى سد المدخل الوحيد المودي للكهف وغلفهما ظلام دامس، توقف الحصان وعادت الماسة للإشعاع ببريق أخاذ ليضاء المكان بنفحات سحر زمردي باهر سقى صدريهما ببعض من السلام، وكما عهد المغامران لم يدم هذا الاطمئنان طويلًا، فلقد تيقنا من اقتراب التتويج الملطخ بالدماء، سارعا للخروج قبل حلول الظلام إلا أن الوقت قد داهمهما وآل للنسيان.
ترى هل انفجرت الماسة متلاشية وسط اللاشيء أم أن ديريك قد خلع ذلك القناع الذي تلبس وجهه الشيطاني البغيض؟؟؟
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة