عندما تغادر الشمس السماء
ويلتحف الكون بالسواد رداء
و يختفي القمر وراء السحب الدكناء
ينتفض نبضي ويزيد العناء
و يتأجج اللهيب في كبدي
حتى تفوح رائحة الشواء
ويشتد الشوق و الحنين
ويهتز قلبي بين ضلوعي
كما يهتز في بطن أمه الجنين
وتتسارع دقاته
عازفة لحنا شجيا حزينا
مالك يا نبضي ألفت الشجن
و طوعا دخلت السجن
سجن أقفلت أبوابه طول الزمن
ألا تريد أن تعزف لحن الحياة
و تزهو و تمرح مع الساهرين
فإن هواك الذي تبكيه
غادر و أصبح من الغائبين
و هجر كما يهجر الدم الشرايين
وخلف نزيفا و ألما و أنينا
وركب قطار الهاربين
و أصبح في عداد المفقودين
و لا أظنه من العائدين
فانزع رداء الحزن
وحلق في الفضاء
مع الفراشات و الحساسين
و إلا ستبقى للأبد من المساكين
وانتصر لنفسك وكن لها أمينا
وكفاك حنيناً وبكاء
وصافح الأنفة و الكبرياء
وارفع هامتك للسماء
فالحياة لا تبتسم للضعفاء
و لمن عشق الدموع و الانحناء
محمد العويني
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة