وما أكثر قصص البخل والبخلاء، البؤس والبؤساء، لم يبخلوا على غيرهم فقط، ولكن كانوا يمارسون البخل على أنفسهم، لباسا ومأكلا ومشربا ورفاهية وغيرها من متاع الدنيا..كانت امرأة متزوجة ميسورة الحال، ولكن توهم كل المحيطين بها بأنها إنسانة عادية جدا، أو أقرب منها إلى فيئه الفقراء، كان لباسها لباس البسطاء ولا تلبس الفاخر أبدا، وكانت تحرم نفسها من ملاذ الحياة ورفاهية الدنيا، لا ملبس ولا مأكل ولا مشرب ولا حج ولا عمرة ولا بيت أنيق ولا مشاريع استثمارية، كانت كلما جمعت مالا تدخره، سنوات عديدة وهي على هذه الحال، جمعت الكثير من الأموال، لكن دائما تظهر للبساطة والفقر عنوان..قالوا لها لماذا لا تحجين أو تعتمرين قالت من أين لي بالأموال، مازال لم يحن الوقت بعد، والمشوار طويل، بعد شهور وسنوات عديدة، من هذا الحال البائس؟ وهذه الأحوال الشحيحة، سمعنا بان تلك المرأة ماتت بسكتة قلبية، وبعد أيام من موتها، وانتهاء العزاء والأربعينية، اجتمع الأهل من الو رثاء واكتشفوا ما لم يكن في الحسبان؟..امرأة غنية؟..بحسابات بنكية متنوعة؟..مبالغ كبيرة من الأموال كانت مخزنة في بيتها، لم يعلم بها الكثير إلا بعد وفاتها، فكان الهم والغم والجوع والفقر لها، والغناء والرفاهية والفرح والسرور لورثتها، الذين لم يحلموا يوما أن يمتلكوا ثروة لم تخطر لهم على البال، تقاسموا أموالها واستفادوا منها ورمموا بيوتهم وأكملوا مشاريعهم وعاشو الرفاهية بأموالها، وصدق من قال أموال المشحاح يأكلها المرتاح.
- قصة حقيقية وليست من الخيال....المشحاح يعني البخيل.
- بقلم المستشار عمار مرزوقي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة