ما الرحيق الا من الزهور تجنيه النحول
وما الشهد الا من بطونها يخرج العسول
فاستشف من شهد الحياة اليك رشفة
وذلك من جناء كد وكدح رزقا محصول
ما من شكل الا ويشغل بالوجود حيزا
وما من جسم الا وله عرضا وطول
ما انجلى من ليل الا من بعده اشراقة
وما من نهار طال الا آل ان يحول
ما الضوء الا متعة للناظرين يستنار به
بالوان طيف يصول وبالعيون يجول
وان اعتم الليل عليك بدامس ظلمة
كان القدر مكتوبا ومدبرا وفيه الحلول
ما ولد من مولود الا وكان الموت بانتظاره
وما بزغ من نجم الا وكان مصيره الافول
كن حكيما وخذ اليك من الحياة عبرة
ما الحياة الا اياما واحوالا وفصول
شتاء العمر زرع نتشت ونبتت بوادره
يتله الربيع يخضره ويزهره وبثماره يعول
فيعقبه صيف الاستواء ينضج ثمارة
قطافا طيبا مما تشتهي الانفس ومتعة للمقول
فالخريف بالمرصاد لا بد من انه قادم
فيجني الحاصل وينثر ما كان به جهول
واذا جف العود من ماء الحياة صار حطاما
لا يستعاد ولن يعود ولن يراوده الذبول
وما الحياة الا فرصة واحدة تأتينا لنحياها
وان غربت الشمس مساءا تلاشت الظلول
فكن حريصا على ان تكون مصدرا للضوء ليلا
وعش ما استطعت متفضل واحذر الفضول
وكن كالنحول تتنقل بين الازهار لتجني رحيقا
واصنع الشهد بنفسك واياك العالة والخمول
يا صانع الحياة فاغتنم فرصتك واقم مصنعك
واعمل لتحظى بما تصب بالأمل وحقق المأمول
- 1
تم إرسال تعليقك
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة