طبعٌ سيءٌ وطبعٌ حسن بقلم/ سامر الشيخ طه

لا يوجد طبعٌ سيءٌ وطبعٌ حسن بل يوجد سلوكٌ سيءٌ وسلوكٌ حسن فالله عزَّ وجل لا يحاسبنا يوم القيامة على طباعنا وإنما على سلوكنا وأعمالنا 

فحدَّة الطبع وقساوته لا تعني أنه طبعٌ سيءٌ

وكذلك لينُ الطبع ورقَّته لا تعني أنه طبعٌ حسن

فكل الطباع يمكن أن تكون حسنةً إذا تمت الاستفادةُ منها بطريقةٍ ايجابيةٍ ويمكن أن تكون سيئةّ إذا كانت انعكاساتها على الواقع بطريقةٍ سلبية

ومن المعروف ان الطبعَ لا يمكن تغييره ولكن يمكن تشذيبه وهنا يبرز دور التربية الاسرية والاجتماعيةفي عملية التشذيب تلك 

يقول لك احدهم عن اولاده فلا ن شقيق فلان وقد ربيتهم بنفس الطريقة ولكن النتيجة ان فلاناّ اصبح صالحاً والآخر لم يصبح كذلك

ونحن نقول لهذا الشخص ومن أخبرك أن التربية تكون بنفس الطريقة لكل الاولاد

ان التربية تكون بطرقٍ مختلفةٍ وكلٌّ حسْبَ طبعه

اذا كان لديك طفلٌ انفعالي وكثير الغضب وهذا من طبعه 

فعلِّم طفلك ان يسخِّر انفعالاته وغضبه للحق عن طريق تنمية الحسِّ الاخلاقي الديني لديه وبذلك تسخيرٌ لطبعه في الخير

لقد كان ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما من طبعين مختلفين وكلاهما سخَّر طبعه لخدمة الدعوة الاسلامية فكاناركيزتين من ركائزها الهامة

فعمر الذي كان في الجاهلية كثير الغضب صقلته التجربة الاسلامية فاصبح لا يغضب الا حين تنتهك حرمةٌ من حرمات الله واصبح في الكثير من المواقف حليماً وودوداً حتى مع الاطفال الصغار وهو الذي عُرف بجبروته في الجاهلية

اما ابو بكر والذي عُرف بطبعه الليِّن في الجاهلية لم يمنعه طبعه من قتال المرتدين وان يكون صاحب موقفٍ حازمٍ في هذا الموضوع عندما اصبح خليفة المسلمين

وهو الذي قال لعمر عندما نا قشه في قتال المرتدين قولته المشهورة (ياعمر أجبارٌ في الجاهلية  خوَّارٌ في الاسلام)

فمن هذه المقولة ندرك كيف شذَّبت الدعوة الاسلامية سلوك الشخصين فتقاربا خدمةً للحق

              سامر الشيخ طه