ماحيلتي وأنا بذاكَ أجوبُ
هل في الهوى يامن تودُّ عيوبُ
قلبٌ تمرَّدَ وهو يعلمُ أنّني
منذُ البدايةِ في الهوى مصلوبُ
شطرانِ في قلبي فواحدُهُ لكِ
والثاني عندي من جوًى مثقوبُ
أيقنتُ أنَّ مدامعي أثرُ الهوى
والدمعُ حينَ عرفتَهُ مسكوبُ
القلبُ بينَ جوانحي لا يرعوي
أبدى الغرامَ ووضعُهُ مقلوبُ
بعدَ الذي عاينتَهُ قد مسَّني
من ناظريكِ إلى الفؤادِ لهيبُ
نصبت على طُرقِ الغرامِ مصائدًا
فذوى بخطّتِها هناكَ نصيبُ
مستعجلًا أضحى الودادُ بقلبِها
فيصيبُ منها نبضةً وتصيبُ
كم حيلةٍ لجأت إليها فاستوى
فوقَ الجوارحِ والشعورِ الطيبُ
وأقولُ مِنْ هذا كففتُ صبابتي
وأنا إذا نابت كذاكَ أنيبُ
دأبَ الحنانُ رأيتُهُ في وجهِها
قمرٌ يدورُ بناظريَّ دؤوبُ
ريحُ الشمالِ تلاطفت وتناغمت
فيطيبُ من عطرِ الخدودِ هبوبُ
سلبت من العقلِ السليمِ كمالَهُ
إذ كيفَ يعقلُ والحجى مسلوبُ
رفعت جميعَ حروفِها واستأسدَت
وأنا جُرِرتُ وحرفيَ المنصوبُ
أم كيفَ أغلبُ من هُزمتُ أمامَها
فأنا بضربةِ عينِها مغلوبُ
ندبت على أثرِ الغرامِ وفأفأت
وتناثرت في المقلتينِ ندوبُ
وتبعثرَ الدمعُ المقيمُ بمقلتي
حتى تعجَّب للبُكا يعقوبُ
مثلُ الأثافي والطلولِ تركتني
والوحدةُ الصمّاءُ فيَّ تجوبُ
ما مسَّني إلا مشقَّةُ هجرِه
قد مسَّني بعد الجفاءِ لغوبُ
وقب الفؤادُ وليَّلت خلجاتُهُ
وبدا على القمرِ المضيءِ وقوبُ
كالزعفرانِ جعلتُها وغرستُها
وجواي من أَثَرِ الجفاء كثيبُ
والياسمينُ تشقَّقت أزهارُهُ
والزنبقُ المائيُّ فيَّ كئيبُ
أحتاجُ بعضَ بريقِها وشعاعِها
لكنّها في المقلتينِ تغيبُ
حلَّ الوصابُ فأوقفت ترياقَها
وطوى حقائبَهُ ومرَّ طبيبُ
لم يبقَ إلا هيكلي وجدارُهُ
فمتى تعودُ لكي يعمَّ الطيبُ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق الثلاثاء/ ٢٥/ ١/ ٢٠٢٢
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة