صرنا غُثاءً وقد ضِقنا بدنيانا
الجَدُّ (عنترُ)، والأعداءُ تغشانا
لَمْلِمْ جراحَكَ مِنْ عارٍ يسربلُنا
واجعلْ رداءَكَ بعدَ الذُّلِّ فستانا
ذُقنا مَرَارًا مِنَ الخِذلانِ، نجرعُهُ
أحفادُ عنترَ قالوا الغربُ مولانا
أحفادُ عنترَ قد باعوا عباءَتَهم
عادوا إلينا، وكان الخصرُ عريانا
لولا النِّساءُ؛ لقُلْنا ما يُزلزلُهم
لولا الحياءُ؛ لكان القَدْحُ طوفانا
كُنَّا كرامًا؛ وتاجُ المجدِ يلبسُنا
الآنَ هُنَّا؛ وباتَ الخُذْو عنوانا
عندَ الشَّدائدِ لا رُمحًا نُسَدِّدُهُ
كُنَّا صقورًا وصرنا الآنَ صيصانا
هذا أسيرٌ؛ لدى الأعداءِ تقهرُهُ
هلَّا نزعتُم عن المأسورِ قضبانا
هذا طريدٌ، وقصفُ الغدرِ شرَّدَهُ
هلَّا رفعتُم عنِ المظلومِ عدوانا
النَّارُ ترعى، وعينُ الذُّلِّ تشهدُها
دانت رقابٌ لبطشِ الغربِ أزمانا
عشنا عبيدًا لسيفِ القهرِ يذبحُنا
مثلَ الخرافِ، ونصلُ الضَّيمِ أدمانا
صرنا هباءً؛ حفيفُ الرِّيحِ ينثرُهُ
حتَّى بَنَينا - مِنَ الخيباتِ- كُثبانا
كُنَّا رعودًا نهزُّ الكونَ صَلْصَلَةً
المجدُ وَلَّى بما كُنَّا وما كانا
عارٌ علينا، فقَيْدُ الذُّلِّ سلسلَنا
عارٌ علينا، فكسرُ القيدِ قد حانا
بقلمي حازم قطب
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة