أسمعتَ دمعي أم سمعتَ خريرا
أنا في هواك َفما أزالُ ضريرا
فشفيتَ قلبي حينَ كانَ بآفةٍ
وشفيتَ سمعي والعيونَ العورا
ووقفتُ أحملُ فوقَ رأسي بيرقًا
تاجًا لمن صلّى فصارَ أميرا
ويرفرفُ القلبُ المحبُّ لربِهِ
نبضٌ تسارعَ كي إليهِ يطيرا
ألبستني ثوبَ التقاةِ مهابةً
فهو الدمسقُ كما أراهُ حريرا
وحصرتَ خيراتٍ حسانٍ هاهنا
وجعلتَ مني سيدًا وحصورا
قد تبتُ ياربِّ ولستُ بيائسٍ
فأنا الذي من قبلُ كنتُ جسورا
كوَّرتَ بئسَ الآبقاتِ وأزلفت
منكَ المحامدُ حيثُ كانت كورا
أنا بالفضائلِ ما أزالُ مقدّمًا
فإليكَ مادامَ الفؤادُ شكورا
وشربتُ من نورِ الصلاةِ فأمطرت
ماءً عليَّ من السماءِ طهورا
ومشيتُ متّجهًا لطورِكِ حافيًا
كانت حياتي في حضورِكَ طورا
مترنِّحٌ في العشقِ أخصفُ عطرَهُ
وأسيرُ نحو بهائِهِ مخمورا
فأزورُ عرشَكَ بالفؤادِ ونبضِهِ
إذ مايكونُ كلامُ عشقيَ زورا
دوَّنتَ فضلكَ في الكتابِ فإنَّهُ
صفدٌ يظلُّ بلا أذًى مسطورا
شاورتُ كلَّ جوارحي فوجدتُها
قد أجمعت بالحبِ بعدَ الشورى
في الدُّهنِ تنبتُ للإلهِ عقيدتي
فنشرتُ فيها كي تدومَ جذورا
فنصرتَني فهوى الضلالُ بمكرِهِ
فكفى بربيَّ هاديًا ونصيرا
وأعنتني في طاعتي وتوسُّلي
كانَ الإلهُ لمن حباهُ ظهيرا
ومتبَّرٌ صنعُ الغواةِ ومكرِهم
حتى يتبِّرَ ما علو تتبيرا
فجَّرتَ في نفسي الهدايةَ والتقى
وبها الإنابةُ فُجِّرت تفجيرا
فاخضرَّت التقوى وأصبحَ ظلُّها
مثلَ الجناحِ وماؤها كافورا
وأنا بوسطِ جنانِها قد هزَّني
رشدٌ لأُمسي في الهدى مسحورا
وإذا ابتعدتُ فلا تراني صائبًا
لا بل تراني في اللظى مثبورا
أنا ما عبدتُكَ كي أنالَ فضائلًا
أنا ما عبدتُكَ كي أنالَ قصورا
أنا قد عبدتُكَ مستنيرًا بالهدى
أنا قد وجدتُكَ خالقًا وقديرا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الثلاثاء / ٨/ ٢/ ٢٠٢٢
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة