رأيت أناسا مثلهم كمثل الذي اتخذ من الليل خلوته وسكونه وبدأ العمل الباهر بفكره فأنجز أمرا كان كأنه قصر عظيم في الهواء....
ثم أرسى قواعده على اليابسة،ووصل بعد ذلك إلى قمة المجد ليجد على رأس تلك القمة من سبقه وعلى رأسه تاج مرصع بالدر والياقوت....
فذعر أول أمره ولكنه سُرعان ما أدرك الغموض المستحب الذي يكنفه ، والفضل يرجع للمقاومة الفكرية البالغة وأغاريد التوابع الذين سبقوه فأُبلغ أن هذا كله من أجله.....
وفجأة إختغى ذلك الرجل المتوج إلى حين.....؟ وبعد ظهوره سُئِلَ عن السبب فأجاب أنه حزين لأنه لم يستقبل الضيف الجديد على الوجه الأتم......
وحقا نقول أنه يحق له أعظم وأسمى من ذلك،لكن كان هذا قدر الإستطاعة ،وحسب عادات وتقاليد أهل ذلك القصر صبغوا صاحبنا باللون الأخضر وألبسوه ثيابا تليق به فظهر وكأنه إنسان بلغ سدرة المنتهى ....
وَقَدِمَ له ذلك الرجل المتوج في موكب فاخر حاملا معه هدية متواضعة تدل على إخلاصه للضيف الجديد......؟
قدم له سر الحياة فقبله راضيا لا عن طمع ولا عن جشع ، بل عن حسن سريرة تميزت بأفضل ما هو أفضل من أفضل شيء في الدنيا ......
قدم له مصباحا تنيره الفضيلة الواهبة مكتوب عليه طلسم الحياة الكريمة ورخاء العيش والطمأنينة،قدم له الإرادة الحرة ، قدم له نور يُنير ما حوله من ظلمات وقال له سِر للأمام رغم الصعاب التي تواجهك فبالإرادة الحرة تصل ويصل معك كثيرون .....
إرجع إلى معترك الحياة عد إلى ناصية الذكرى واجلس هناك أُخْلُ مع نفسك تكون صادقا إن أنت أطرقت الرأس وركزت وتحاورت مع نفسك ستجد كل شيء ناضجا وقد حان قِطافه ،قم إلى مجتمعك واطرق أبوابه لتفتح على مصرعيها ،أُدْنُ من الناس وصافحهم واهمس لهم بقلبك ما يترجمه الربيع في هذه الأيام على تلك البسط السندسية المنتشرة على أديم هذه الأرض ....
سِرْ فلا رفيق لك اليوم إلا من سبقك وأصبح له تاج مرصع بالدر والياقوت ، سِرْ فإرادتك تقويك وتحول بينك وبين طنين المشاغبين الذين عاشوا حياتهم على هامش الأخبار.........؟
سالم المشني......

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة