جلستُ..
ذات مساء
على شاطئ شط العرب
والناس من حولي
في صفاء وسرور
هنالك..
أسرة قريبة مني
تستظل بفيئ النخيل
أطفالها يلعبون
في بهجة وحبور
وفرقة( الخشّابة)
قريبة مني..
تمرح.. وتغني
( مبروكة.. مبروكة)
بصوت واحد..
وبطيبة شعور
ذهب
فكري بعيدا
وانا
أرنو إلى البحر
ف لاح لي
وجه محبوبي
وكأنه خرج من اليم
كشعاع..
او طبق من نور
تذكرت حينها
ايام الصِبا..
عندما..
كنا نتهامس على الكورنيش
تحت ظل
تمثال السياب...
كان يتغزل بعيوني
قائلا..
أنهن كعيني الحور
اني..
اغار عليك
من نسمة آذار
ومن فستانك
ومن نظرات
العصافير والطيور
وكنا..
نضحك ونقهقه عاليا
وهو يطاردني
بين أشجار النخيل
ونحن بانشراح وحبور
وعندما..
كنا نتجول في سوق العشّار
بحجة
شراء العود والبخور
ويسرقنا الوقت..
ونعود
إلى الدار في وقت السحور
ويخطف
مني قبلة
ويقول
هذه عربون محبتي
فلا ياخذنّك
سلطان الغرور
ذهب
في قارب صيد
الى الخليج...
ولم يعد بعدها......
وتغيرت في أحوالي
امور.. وامور
وعلمت..
أن الخليج..
قد غار مني
وخطفه..
وضمهةالى صدره
وهو في حالة
حقد وغليان
وامواجه...
في علو ونفور
اتعرِفْ..
كم احبك ياخليج
وقد ذدت عنك
بالعقبان والصقور
وجازيتني..
وخطفت مني
قرة عيني
حقا...انك
انانيّ وغدور
فرقّ لحالي
شيخ البحر.. وبكى
وقدم لي
الاعتذار والنذور
وانا...
كلما اشتاق اليه
أبكيه..
في ليلي الطويل
وعيوني تفضحني..
وكأن سري
شائع غير مستور
واضحك..
مع الناس صباحا
وكأن قلبي
قد من أقسى الصخور
لارضي
الأهل والاحباب
متوهمين..
اني قد نسيت
حبيب قلبي
عساني..
أن ألقاه عند النشور
وكان
عزائي الوحيد
أن الذي
يطفو على الماء
أجيافه...
وفي داخله..
يكمن الدر المستور
تحياتي
منذر حميد جاسم العزاوي
العراق
شط العرب/ هو ملتقى نهري دجلة والفرات في البصرة
الخشّابة/ فرقة شعبية بصرية تعزف على طبلة قطرها لايزيد عن عشرة سنتمترات
مبروكة/ اغنية شعبية بصرية
العشّار/ سوق كبير في البصرة

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة