فصلٌ يمرُّ على الفؤادِ سريعُ
وكأنّما إذما يحلُّ ربيعُ
صنعُ الودادِ مع التفاؤلِ يزدهي
فبقلبِنا صرحُ الهوى مصنوعُ
للعينِ والوجناتِ أفدي زهرتي
الحاجبان قتلنَني والكوعُ
أوقدتُ كلَّ ملامحي فتبسَّمت
وتبسَّمت بالضوءِ فيَّ شموعُ
لسعَ الهوى قلبي فأمسى ساهرًا
أينامُ في ليلِ الصبا ملسوعُ
رفعت يديَّ مدامعي وتكحَّلت
فمزعزعيَّ من الغرامِ وقوعُ
بالحبِّ قد أمنَ الفؤادُ بسرعةٍ
وهو الذي خلفَ الجوى مخدوعُ
يرمي لجني ثمارِهِ وبغصنِهِ
متشبِّثٌ مثلَ الجبالِ ضريعُ
عوّدتُها أنَّ الغرامَ بسالةٌ
وشهامةٌ إن حلَّ حلَّ ربيعُ
مُتمنِّعٌ قلبٌ فظلَّ يردُّني
هذا الهوى فيمن أريدُ منوعُ
وكأنّني لمّا دخلتُ فؤادَهها
متلفِّتٌ ومن الحبيبِ هلوعُ
فاصابني خوفٌ ونقصٌ في الهوى
وأصابني في التيهِ منها الجوعُ
ففرشتُ مهجتَها وخيَّم خاطري
فبدت تُظلِّلُني هناكَ ضلوعُ
تجري به الأنهارُ تلكَ دموعُها
وبه تفجَّرَ في الجوى ينبوعُ
فذرعتُ مقدارَ الودادِ بقلبِها
فأتاني موتٌ كالسهامِ ذريعُ
فوقفتُ خارجَ نبضِها فألمَّني
بردٌ شديدٌ ثُمَّ صُبَّ صقيعُ
الفارسُ الصنديدُ أصبحَ واهيًا
الفارسُ الصنديدُ فيكَ صريعُ
بعضُ الهناتِ لقيتُها فألمنَني
فأنا بها في الخافقينِ وجيعُ
هذا الهوى فبلا حدودٍ يرعوي
لا من نظامٍ إذ ذوى التشريعُ
فيحولُ معركةً ضروسًا جلُّها
قتلى وأنفٌ في الهوى مجدوعُ
وأميرُ مملكةِ الغرامِ بعرشِهِ
فبه يُنصَّبُ أو به مخلوعُ
صفةُ الودادِ تزولُ مثلَ سحابةٍ
فكأنّهُ ثوبُ البلى منزوعُ
قلبٌ قطيعٌ لاتريدُ بقاءَه
والعاشقونَ جماعةٌ وقطيعُ
ما بالها تعصي الفؤادَ بهجرها
والقلبُ رغمَ النازحاتِ يطيعُ
حبٌّ رفيعٌ قد تسامى في الهوى
والحبُّ فيما بيننا لرفيعُ
هيا افتحي بابَ الفؤادِ فعندكَ
دارُ الحبيبِ كما لديكِ ربوعُ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ السبت/ ١٢/ ٢/ ٢٠٢٢
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة