دنيا الجراحِ وهمًّا لم تزل تهبُ
عمرٌ طويلٌ وقلبٌ بيتُهُ لهبُ
قلتُ اطفؤوها فناري أَجَّجت شُعلًا
حتى تطامنَ تحتَ الشعلةِ الحطبُ
ذابَ التسامحُ لا يبقى سوى كمدٍ
غطّى هناكَ على آهاتِنا الغضبُ
سبّوا الأخوَّةَ فاحتارت اخوَّتُنا
غابَ التفاهمُ والإفهامُ والسببُ
إذ ما رأوكَ مسجًّى خُلتَهم وفدوا
لكن عليكَ بنابٍ ناتئٍ وثبوا
ألقوا المصائبَ تترانا حباؤلهم
لا بل لضرعِ بلادي بالنّوى حلبوا
كلُّ الغلائلِ والأغلالِ قد حزموا
منها الكثيرَ وبغيًا للورى جلبوا
بعضُ الجراحِ على بعضٍ تراكُمُها
تلك الندوبُ لها في قلبِنا نُدُبُ
يترى الصمودُ زمانًا ثم يكسرُهُ
غدرٌ كبيرٌ وذلٌّ حيثُ ينسحبُ
اكتب لها الشعرَ فالأوطانُ غاليةٌ
أرضي لمثلِ ثراها تُنشأُ الكتبُ
أنتَ الجوارحُ والأحشاءُ كاملةً
غطّى ترابَكَ من أجسامِنا العصبُ
منّا ستُنبتُ بستانًا ورابيةً
منّا سيشمخُ في أجوائك القصبُ
نحنُ الفراتُ ودجلاتٌ حلائلُنا
نُجري العروبةَ فالأولادُ ما نضبوا
ها قد حملنا على الأكتافِ موثقَنا
نحنُ الذين بارواحٍ له وهبوا
إنّا هناكَ إلى الإوطانِ موؤلُنا
قومٌ لحبِّ ترابِ الأرضِ قد صُلبوا
جدِّف بذي الحبِّ واقصدها مواطنَنا
أنْعِم بقومٍ إلى أوطانِهم نُسبوا
إذما هززناكَ كلُّ الخيرِ يغمرُنا
حتى تساقطَ من أرجائكَ الرطبُ
قُطبًا نراكَ فلا ننساكَ ما برحت
تلكَ الغمائمُ فانجابت لك القُطبُ
يُعلى بكَ المجدُ بل تُعلى شمائلُهُ
من ذا سواكَ إذا ما قيلت الخطبُ
أمٌّ رؤومٌ وحضنُ للأمانِ به
هذا حنانٌ وعطفٌ قد بناهُ أبُ
ها قد بلغنا أعالي الشوقِ منزلةً
مهما عشقناكَ لم تبلغ لكَ الرتبُ
نبني الوشائجَ مضّاءً معاولُها
نحو السماءِ كبيراتٌ بك القببُ
يبقى المناوئُ خوّافٌ فلم نرَهُ
إلا رجوفًا وجندٌ عندهُ هربوا
هذا العطاءُ كبيرٌ مثلَ ساحتِهِ
خيرٌ كثيرٌ إذا ما يُعطي أو يهبُ
قُربٌ لمجدِكَ وفّادونَ أنعمَهُ
يُملى بكَ الخيرُ أو تُملى بك القُرَبُ
ملحٌ أجاجٌ بغيرِ الأرضِ موردُنا
لكن بأرضِك حتمًا ماؤنا عذبُ
يخشى الخؤونُ نكالًا أنتَ صاحبُهُ
خوفٌ شديدٌ وبعدَ الخوفِ يرتعبُ
أنتَ الشموسُ ستبقى طالعًا أبدًا
حتى تشمَّسَ في إشماسِكَ العربُ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ السبت / ٥/ ٣/ ٢٠٢٢
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة