إلَّا يافالق الصَّبَّاح هَبْ لِي صَبَاحًا لايعكره الطُّغَاة
ليعزف لِلْجِبَال النَّخْل لَحْنًا ، وَيَغْسِل وَجْه دجلته الْفُرَات
. . . . . . . اسرجت حَرْفَي لِلْعِرَاق فَلَمْ يُصَلِّ
مِعْشَار ذَرَّات التُّرَاب لِزَائِرِه
وَكَتَبْت اسْمِي عِنْدَ خَطِّ مَسِيرِهِم
عَبْد يُوَقِّر سَيِّدًا ً بدفاتره
لَوْ دَاسَ اسْمِي سَوْف يُصْبِح ذَرَّة
يَا لَيْتَهَا لَصِقَت بتبر منائره
سَفَرٌ الى نحو الشروقِ مُيَمَّمُ
ومع المشارِقِ حيثُ تَقْدِمُ يَقْدِمُ
والقادمونَ أَهلَّةٌ مَسكونَةٌ
عِشْقَ البزوغِ إذا أطلَّ مُحَرَّمُ
تأبى الغيابَ على مَدارِ مَحَبَّتي
وتَطِلُ في فرضِ الغيابِ الأَنْجُمُ
هيَ عراق ما ضَلَّ مُفتَرِضُ الضِيا
أن قالَ إن غيابَ نوري مُحَرَّمُ
شَمُخَتْ تَرُدُ الناكرينَ لِوَحيِّها
وبلابَتَيها سِرُّ طَفٍ أعظَمُ
وهنا برَغمِ المُهلكاتِ مَنابعٌ
فآسقِ وليدَكِ وآستَقي يا مَريمُ
إيهٍ أم الأحرارِ يومُكَ مُعجِزٌ
فيهِ تَدَكدَكَ في الخطوبِ يَلَمْلَمُ
هيَ عراق تَلِدُ الزمانَ بغدادها
وتهزُ جِذْعَ المَكرُماتِ وتُطعِمُ
ملكتْ ضِفافَ المَشرقَينَ بكلمَةٍ
كانتْ لطلّابِ الخَلاصِ معلِّمُ
أَسرَتْ بقَلبي المُستَهامِ لعَرشِها
الى نُقطَةٍ قُصوى بشوقِكَ تَنْعَمُ
هيَ العراق والدَهرُ يَشهَدُ قائِلاً
مُتَشابهُ الآياتِ فيها مُحكَمُ
دارَتْ كما دارَ الحَميُّ على الحِمى
وبِها لمعراجِ الكرامةِ سِلَّمُ
وذَكرتُ من أوى لظِلِكَ ثائِراً
وكأَنَّهُ من ذكرِ يَومِّكَ مُلْهَمُ
إذا كان تمثيلُ العراق بدعوة ٍ
فلا خيرَ في هذا العراق وما كسب
ثمانٌ عجافٌ اردفت نصفُ عدها
ولو انزل القرآن فيها فيا العجب
في قالبِ الأشعارِ مكنونُ الشّعورِ
ودفينُ سرٍّ قد يُرى بينَ السِّطورِ
والنّاسُ للأَمثالِ عَفْوٌ مَيْلُها
وترى نظيرَ الطّبعِ يَهفو للنّظيرِ
حتّى الأماكنُ لو يُتاحُ لَساءَلتْ
عمّن تعاهَدَها ويقطعُ بالحضورِ
غدو رعاع القوم في ظل ساسة ٍ
والعراق كما الاشجار بالنار يحتطب
وامُ جميل امكم تحملُ الحطب
وصار عراق اليوم مثل محمد
واقربُ من قال اقتلوه ابو لهب
فمن ذا يقول اليوم قد كنت كاذبا ً
ليعطي دليلاً واضحاً ليس منتهب
فالنَطْعُ يَمسَحُ عَن كميلَ عَناءَه
وعلى جذوعِ الفَخرِ أَشرَقَ مَيثَمُ
والحالمونَ تَوَسَّدَتْ أجفانُهُمْ
قَمَرَ الدُّجى .. وبغَيرِهِ لم يَحلَمُوا
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة