لا يزعجني كثيرا مسير سِنِيّٓ عُمري لأني لا أشغلُ بالي بما مضى من أيامي، فحتما أنها كانت مليئة بالتحديات، أندم على أشياء ما فعلتها ولا أندم على أي شيء فعلته، لربما أن القٓدٓرٓ أعطاني الكثير ولم يحرمني ( لكني شغوف لا أكتفي )، لم أتعلق بشيء أحب إلى قلبي من الكتابه، لا يلفت انتباهي شيء مثل السطور، متى ما كتبت العنوان إنهال الفحوى من الحروف كأنها البنُّور ، لربما أن ما أضعته من العناوين التي كتبتها بغوق حجم المحفوظ منها، كانت الحروف ولا تزالُ وستبقى صديقتي المقربة التي أطمئنُ لما أناجيها وأشدو بها وأتراقصُ على شجونها وأداعبُ نبراتها وأسمعُ طقطقات معانيها .
لا أعلمُ إن كُنتُ أستطيعُ إيصال ما أريدُهُ حيالها، لكنّٓ ما بيني وبينها ليس بالسهل أن يُوصف، كالسهول المتزينة بوشاح الخٓضار، كالجبال المكتسية بزهو البياض وعلى التلال، كالشمس تُشرقُ كالليل يجلبُ السكينة كالنهارِ معهُ الضياء، كالطفل يجعل من حياة والديه جنةً وبستانا، كالمتاعِ تحملُه لا تستطيع الإستغناء عنه صيفا وشتاءا، أنزلها الله ليشع سحرها بربوع الوجود، لأجلها شُيِّدت المشافي والمصانع والمعاهد والكليات والمدارس والروضات، ومعها ارتقت أمم إلى العلياء وبدونها تتداعى الأوتاد مهما بلغت قوتها عبر الأزمان ستضعفها الأزمات .
( في ذكرى ميلادي ) أحتفي بذكريات سعيدة وأخرى غير ودوده، أفخرُ بمكتسبات وأتأسى على ضياع مثيلات، أتحسّٓرُ على سوء حسابات ومُتيقنٌ بأنها المكتوبُ ما كُنتُ سأتحصلُ عليها مهما بذلت من وسائل أو حيلات، وإن كُنتُ سأصفُ فرحتي اليومٓ فبها، وإن كانٓ أحدٌ سيشاركني التهنئة فبها أيضا، سأقولُ شكراً بها وأثني على أحدِ بها، بالحروف نتوجه ومعها نسيرُ ونطيرُ وتغدو لنا بشائر وأسارير .
وما أتمناهُ بهذه الذكرى أن يكونٓ بيتي مصنعا للعلماء، وأن أتركٓ ( معٓ زوجتي) بصماتٌ على ثقافة وسلوك الأولاد، وأن أكونٓ وفيّٓاً لوالديّٓ فأدعُ لهما بالرحمات، وأن أتذكر فضلٓ من علمني الحروف ومن زادني منها صنعة تشكيل المقاطع والكلمات، فلستُ ممن يصبغُ البياض بالسواد ليخفي معالم المسير ( فأنا لا أخجلُ من عمري ) وأعلمُ أن هناك كثيرون ممن لهم عليّٓ حقّٓ الشُّكرٓ والعرفان مهما أبعدتني عنهم المسافات .
سعيدٌ أنا بذكرى ميلادي، سعيدٌ بأسرتي وأولادي، سعيدٌ بأني مسلمٌ أترفّٓعُ عن المنكرات والمُسكرات، سعيدٌ بأني كاتبٌ أصوغُ الفقرات والعبارات، سعيدٌ بأني أتواجدُ في مجلات الكتابة خير البقاعات، سعيدٌ بأني ( الحُسامُ ) أيّٓا كانت الحسابات، سعيدٌ بأني طائعٌ عابدٌ مُنكسرٌ لربٍّ معبودٍ في الأرض وفي السموات .
ولعله من حُسنِ القٓدٓرِ أن أحتفي بذكرى ميلادي في أجواء ليلة القدر ومزاياها ( فلا حرمنا الله منكم أرقى الأماني وصالح الدعواااااات ).
( في ذكرى ميلادي الثامن والأربعون )
- حرووفٌ تتمدّٓدُ وأمنياتٌ تتجدد -
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة