.....
رأيتُ النَّفسَ حين تُثَارُ بالغَضَبِ
كجمرِ النَّارِ لو ألقوهُ في الحَطَبِ
فلا تغضبْ لأنَّ المرءَ في سِعَةٍ
إذا يبقى على الأخلاقِ والأَدَبِ
وإنَّ مكارمَ الأخلاقِ قد كَمُلَتْ
بِمَنْ سِيقَتْ لهُ الأخلاقُ كالنَّسَبِ
رسولُ اللهِ للجنَّاتِ يسبقُنا
ويَردِفُ خلفَهُ الأخيارُ بالرُّتَبِ
فيدنو منهُ في الجنَّاتِ ذو خُلُقٍ
وليس القربُ بالأنسابِ كالعَرَبِ
فهل أعددتَ للجنَّاتِ عُدَّتَها؟
وهل راقبتَ زادَ النَّفسِ عن كَثَبِ؟
نفوسُ الخَلْقِ لا تسمو إذا بَعُدَتْ
عن التَّهذيبِ حيثُ تُصابُ بالعَطَبِ
فهذِّبْها بعقلٍ كيِّسٍ فَطِنٍ
فمَنْ يضربْ على هفواتِها تَتُبِ
ولو سايرتَها في سوءِ مَذهَبِها
ستبقى في مُعَاناةٍ وفي نَصَبِ
فعالُ النَّاسِ كالقنديلِ تَفضَحُهم
ولو خدعوكَ بالأقوالِ والخُطَبِ
لأنَّ فعالَهم كالنَّارِ تَحرِقُنا
وتسري في جوانِحِنا كما الشُّهُبِ
وإنَّ النَّارَ لو تأتي على جَسَدٍ
تظلُّ ندوبُهُ تزدادُ باللَّهَبِ
بقلمي حازم قطب
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة