* خطابُ أم*
نجعت فلم تبرح هنا أوجاعي
وبدت تدوسُ برمحِها اضلاعي
فقرعتُ بابَ قصيدتي فوجدتُها
قد مزَّقت ما سطَّرتهُ يراعي
زمنًا أحيدُ بوحدتي وتجلُّدي
وأصدُّ سمًّا سدَّدتهُ أفاعي
حتى غرستُ بصرختي، لا أنثني
وغرستُ في سفحِ الحنينِ طباعي
في الحربِ أصمدُ غيرَ أنّي واجفٌ
أبني السواترَ كي أعيدَ دفاعي
ودعوتُ من صغري لأمي كي أرى
في حضنِها ينمو عليه الداعي
الآنَ لا أجدُ الزمانَ يصونُها
فضممتُها في مهجتي وذراعي
كيما تكونَ طفولتي لا تنتهي
وكذا فلا يأتي زمانُ وداعِ
بالحزنِ يضربُ خاطفًا أحبابَنا
فالعزفُ هذا سيءُ الإيقاعِ
وطفقتُ أخصفُ من حنانٍ وارفٍ
وهي التي سهرت على اشباعي
حيثُ استطاعت أن تجيبَ مطالبي
بالقلبِ إسطاعت هناك سماعي
باللاوعي سكبت عليَّ حنانَها
فشربتُ من كأسِ الودادِ الواعي
سطعت بقلبي تلكُمُ أضواؤها
حتى توهَّجَ قلبي المسطاعِ
أنا بعدكِ هَرِمٌ تساقطَ عزمُهُ
واليأسُ بعدكِ قد أذابَ نُخاعي
قبَّلتُ جدرانَ الديارِ ورسمَها
فشممتُ عطرَ أمومتي في القاعِ
لملمتُ شملَ تفرُّقي وتوجُّسي
فبعطرُكِ الحاني لممتُ ضياعي
فبنكهةِ الريحانِ أشربُ حنوها
وبنكهةِ الليمونِ والنعناعِ
هي من تعيدُ الروحَ إذما أنثنِ
وهي التي تقوى على إرجاعي
وفريسةٌ للدَّهرِ حينَ تهدُّني
لأكونَ حَملًا تحتَ فكِّ ضباعِ
أنا وردةٌ قُطفت أبانَ رحيلِها
وتزايدَ التخريبُ في استقطاعي
فأتيهُ في دنيا يبابٌ بابُها
وأضيعُ حينَ الفقدِ في الأصقاعِ
فجعلتُ في عُنُقي لأهدأَ رُقيةً
وملأتُ مجنونًا عليك رقاعي
أفطمتني لمّا أردتُ تقربًا
أنا من حنانِكِ لم يَتُمَّ رضاعي
أنا بعدكِ أمي فتنتُ ولم أزل
في العيشِ يسهلُ يا رؤومُ خداعي
أنا بعدكِ خُرقت سفينةُ رحلتي
وغرقت في يمٍّ بجنبِ شراعي
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة