بين الصادق النزيه والدّعي أبو طارق / محمد الحزامي

أنا إنسان

أنا إنسان لا بشـــــر

لا أدّعي الكمال ولا حيازة القدر

ما كنت ملاكا طاهرا بين النّاس

لا ولا إماما صادقا يفتي من الأنجاس

أخطي أحيانا في تقييمي للأمور

وحينا يحالفي التوفيق في البرور

لست بمنأى عن نزوات النّفس والشرور

ويعتريهم الكبر احيانا والغرور

لكنّني لست من طينة الأشرار

ولا من قبيل ذلك الملعون في القرآن

وإن كانوا شيطنوني قسرا في الصغر

بما أشاعوه في دواخلي من انحراف للخبر

فمنذ الخطوات الأولى في التعليم

إنحرفوا بفطرتي عن التدبير

بمناهج غربية للتربية والتنوير

تكرس علمانية الفساد والتغرير

من جانب واخرى روحانية تنحرّف عن المصير

دون تعميق لاصول الدين والايمان

ولا لمحبة الوجود في الاوطان

زمّروا وطبّلوا مع الرقص كالأوباش

مغربين لغة الاجداد بمفردات ليس لها رياش

كفّروني بما يبثّونه من صور اباحية

ومن برامج ومسلسلات للاغراء النّجاسية

محبّبين .. ملطفين .. لي التعرّي والفساد

و ما يثير الغريزة ويجرّ للإلحاد

مستعملين وسائل الاعلام والاشهار والنّفير

وما يتم من أضواء وإحتفال للميوعة والتخمير

فما وجدت بدّا من الهروب بالافكار .

ممّا إبتلتنا به العصابة الرمضاء من دمار

من ساسة الدّسيس ومشائخ الفناء

متطلعا لشعب واعي يدرك الوباء

فيزيح عن طريقه كل المزابل والرياء

يؤثث لوطن سليم من الامراض

ليس فيه عقارب ولا افاعي ولا أعضاض

تسوده شمس الحرية والعدالة والتنظيم

في كنف الوضوح والاخاء لا التسليم

لا تغره شعارات الوهم والخداع

من متدين منافق او سياسي مضجاع

لانني انسان يدرك ويعي

يميز بين الصادق النزيه والدّعي

أبو طارق / محمد الحزامي