دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

الخط الاخضر . بقلم / علي الشافعي

عادة ما يجلس الرجل مع عروسه في الليلة الاولى من الزواج الميمون ليضعا النقاط على الحروف , أي خطة طريق لهما , ويضع كل منهما الخطوط الحمراء التي لا يحق للشريك أن يتجاوزها , يعني مثلا الاب والام خط احمر عند كلا الزوجين . رفع الصوت في وجوههم خط احمر, رفع يده في وجهها أو العكس , الاهانة بألفاظ بذيئة الخ......ولكن سرعان ما تبدا هذه الخطوط تمحى , الواحد تلو الاخر .

في بلاد بني عرب كانت هناك خطوطٌ حمراءُ كثيرة ايضا تم محوها وتجاوزها , كالوحدة العربية والمصالح المشتركة , والاعتداء على أية دولة شقيقة يوجب على الجميع الدفاع عنها , و( يلك ياللي تعادينا يا ويلك ويل ). فاعتدي على اكثر من دولة , وسقطت عواصم وقتل زعماء , ومسحت أيضا الخطوط الحمراء . عندنا الوحدة الوطنية خط احمر , وبقينا محافظين عليها ليس خوفا من المسؤولين بل حفاظا على اللحمة بين الشعبين الشقيقين , فذرة التراب في جنين تعانق اختها في العقبة , هذا هو الواقع شاء من شاء وابى من ابى . في دولة الاحتلال وضعوا خطا احمر على قصف تل ابيب , وقصفت , وشلت الحركة فيها خمسين يوما , ومحي الخط الاحمر ايضا . اذن الخط الاحمر هذا سهل المحو فلا خط احمر ولا بطيخ احمر .
كنا نقول القدس العربية خط احمر فبنت دولة الاحتلال المستوطنات على ارضها , ثم دخلت المسجد الاقصى , وما زالت تحاول وشعب فلسطين يقاوم بصدور عارية . وما هتزيد شنب زعيم من زعماء بني عرب ومحي ايضا هذا الخط .
لكن هناك خط يبدو أنه أكثر صلابة واشد متانة , بات يتردد كثيرا في وسائل الاعلام هذه الايام الا وهو الخط الاخضر . ففلسطينيو الخط الاخضر باتوا مصدر قلق وازعاج للدولة العبرية , حتى صاروا يتنادون بطردهم والحاقهم بالضفة الفلسطينية , في أي حل قادم , هذا ان قدم . فما قصة هذا الخط ؟ تعالوا نكشف المستور والى الله تُرجَع الامور.
كما تعلمون ايها السادة فان الدولة العلية (المملكة البريطانية ) احتلت فلسطين , ومهدت السبيل لهجرة اليهود اليها بناء على وعد بلفور المشؤوم, وامدتهم بالسلاح ودربتهم وجعلتهم على استعداد تام لاجتياح المدن الفلسطينية فور انهاء الانتداب . وفعلا فقد كان ؛ ففي اليوم الذي اعلنت فيه انهاء انتدابها , أُعلن قيام دولة إسرائيل قبل ان يحتلوا شبرا من الارض . وكانت بريطانيا قد تركت لهم الدبابات والطائرات والذخائر, فاخذوا يحتلون المدن بسرعة ـــ قبل ان يهب العرب فينجدوا اهل البلاد ـــ , فهجر من اهلها من هجر , وبقي من بقي داخل البيوت ؛ لأنه ليس لدى اليهود انذاك الوقت لتفتيش البيوت , فانطلقوا لتدمير القرى الفلسطينية ؛ فتدميرها اسهل يحتاج سويعات فقط . دمروا وقتلوا وشردوا , وكانت قربتنا شمال فلسطين (صبّارين) إحدى الضحايا حيث دمرت ومسحت عن الوجود , وقتل من اهلها من قتل وشرد الباقون .
استفاق العرب فارسلوا الجيوش , وللحقيقة اقول انهم ابلوا بلاءً حسنا , حيث انقذ شرفاء الجيش الاردني مدينة القدس واذاقوا اليهود مر الهزيمة في معارك اللطرون وباب الواد, وكذلك شرفاء الجيش العراقي الذين انقذوا جنين , والجيش المصري الذي انقذ غزة واوقف الزحف الصهيوني . خاف اليهود على مكتسباتهم فاستنجدوا بالدولة العلية (بريطانيا ) فأقنعت الحكام العرب آنذاك بضرورة الموفقة على هدنة مؤقتة لتلتقط القوات المتحاربة انفاسها . ثم دعتهم بعد ذلك لمفاوضات الهدنة الدائمة ريثما يتم حل سياسي للقضية . وكانت المفاوضات في جزيرة رودس في اليونان . وهنا حصلت الخدعة الكبيرة , فالمفاوض الاسرائيلي كان يفاوض من الميدان , والمفاوض العربي كان يفاوض من الفندق . طلبت بريطانيا بلسان اليهود تعديلا بسيطا على خط الهدنة , لفصل الجيوش المتحاربة عن بعضها . ورسم يومها خط الهدنة ب(اللون الاخضر) , واصبح يطلق منذ ذلك الوقت مصطلح (داخل الخط الاخضر, وخارج الخط الاخضر) , ثم ليصبح هذا الخط فيما بعد حدود الدولة العبرية . اكتشف الزعماء العرب بعد التوقيع على اتفاقية الهدنة الدائمة وبإشراف الامم المتحدة , ان عليهم ان يسلموا لليهود وبدون قتال منطقة عرفت بالمثلث تضم ستة مدن واحدى وعشرين قرية, في منطقة تمتد من شمال جنين وحتى وسط فلسطين قلقيلية . ويومها قالوا: هذه هدنة وستعود اليكم بعد حرب التحرير , ومضى الوقت وثبتت حدود الدولة العبرية وبقيت هذه المدن والقرى بسكانها تحت السيطرة اليهودية . و(رب رمية من غير رام) فلأن هذه المنطقة سلمت بغير قتال والخط اصلا خط هدنة بانتظار الحل , فقد بقي اهلها فيها , ليشكلوا ضافة الى من بقي في المدن ما بعرف بفلسطينيي الخط الاخضر , والذين يبلغ تعدادهم اليوم قرابة المليونين يؤرقون اليهود ويقضون مضاجعهم , وان شاء الله سيكونون هم نقطة التحرير في قادم الايام اذ يشكلون حوالي خمس السكان .
على فكرة هل تذكرون ؟؟ كان هناك خط ازرق , اقامه اليهود في جنوب لبنان على نهر الليطاني , ولكنه قد زال بفعل رجال المقاومة الابطال . فهل يزول الخط الاخضر يوما ؟ ادعوا معي الله . طبتم وطابت اوقاتكم
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع