رَحَـلْتِ دون ما ابْتِسَـامَـة ولاَ وَدَاعْ..
فَغَيَّمَـتْ سَمَـائِي حتّى أَظْـلَمَ النَّهَـارْ..
وانْكَسَـرَ الشُّعَــاعْ..
وانْطَفَـأَتْ أَنْــوَارُه، وانْتَحَـرَ النَّهَـارْ.
* * * * *
رَحَـلْتِ، فَالكَوَاكِبُ انْدَثَرْنَ، والزُّهُـورْ
قَدْ وَدَّعَتْ حَيَاتَهَا في مَعْرضِ الصِّرَاعْ..
واحْتَضَـنَـتْ جُثْمَـانَـها القُبُــورْ..
ورتَّـلَتْ أُنشـودَةَ الـوَدَاعْ.
* * * * *
كَمَا اخْتَفَتْ مَرَافِئِي، واجْتَاحَنِي الضَّيَاعْ..
وهَـبَّـتِ الـرِّيَـاحُ في اسْـتِعَـارْ..
فـاحــترق الشِّــرَاعْ..
وتَـاهَ بِـي الـرُّبَّـانُ في البِحَــارْ.
* * * * *
بَقَيْـتُ حِينَـــذَاكَ أَرْقُـبُ النَّـهَـارْ..
لَعَـلَّهُ يُبْعَـــثُ مِنْ جَـدِيــدْ..
إِذْ هَتَفَتْ بِيَ الرُّعُودُ: «أَيُّهَا الغَـرِيـق!!
أَ لَمْ تَكُـنْ ذَا قُـوَّةٍ تُحَطِّـمُ الحَـدِيـد؟
كَيْفَ اسْتَحَالَتْ فَجْأَةً كأنّها الجَلِيد؟
يَـذوبُ قَطْـرَةً فَقَطْـرَةً، فَيَـنْـدَثِر..
كَـذَاك بَعْـد الاكْتِمَـالِ يَنْـقُصُ القَمَـر..
وتَنْطَـفِي أَنْـوَارُهُ.. لَكِنَّـه يَعُــود..
لِيَبْـدَأَ الحَيَـاةَ مِنْ جَـدِيــد..
ويُـرْسِـلَ الضَّـيَـاءَ مِنْ بَعِيــد..
فِي ظُـلَمِ الوُجُـــود.».
ساسي فرفاش/ الجزائر
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة