أنا-محمد المحسن-المقيم في الشمال الإفريقي..أنا الملتحف بمخمل الليل الجريح..أنا المتورّط بوجودي في زمن ملتهب..أعرف أنّ الوجعَ في سوريا ربانيّ،
كما أعرف أيضا أنّ الفعل هناك رسوليّ،لكنّي لا أملك سوى الحبر،وما من حبر يرقى إلى منصة الدّم.
وحتى حين يمور الدّم في جسدي باحثا عن مخرج،فإنّي لا أجد سوى الكتابة-
الكتابة عن الشيء تعادل حضوره في الزمن،ووجوده واستمراره في الحياة-
ولأنّ الأمر كذلك فإنّي أصوغ هذه الكلمات علّها تصل إلى الصبي الغريق أيلان عبر شيفرات الحرية،أو لعلّها تصل إلى كل زنزانة محكمة الإغلاق،وإلى كل معتقل عالي الأسوار،وإلى كل منفى داخل الوطن أو وراء البحار.
وما عليك -أيّها الصبي الراحل عبر الغيوم-إلا أن تحييّ الكلمة العربية التي ذُبحَت وجنّت وجاعت..ولم تنتحر بعد.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة