جَداولُُ شَحٌَت بِها مِياهَها تَسيل بَل قُل تَزحَفُ
والسَواقي سيلها لم يَعُد كالسَلسَبيلِ باذِخُُ مُترَفُ
غاباتنا تَلَوٌَنَت أوراقَها مَعَ النَسيمِ تَرجُفُ
من أصفَرٍ ... لِأحمَرٍ ... والخَريفُ لِلعُروقِ يَدلُفُ
قَد أُجبِرَت أن تُغادِر فَرعَها صَفراءَ تَرتَجِفُ ...
مُحزِنُُ هذا الخَريف ... في كُلٌِ حينٍ يُردِفُ
قالَت الغادَةُ ... الخَضارَ في البِلادِ دائِمُُ ... لِلنَماءِ في غَدٍ يَستَأنَفُ
خَريفنا مُزَركَشُُ ... والسَماءُ بِهِ كَم تَعتَني و تَرأفُ
بَعضُ زَخٌَاتِها مِثلَ الدِماءِ في لِلوَريدِ تَدلُفُ
فَتَخزُنُ أرضُنا خَيراتِها ...
وفي الرَبيع ... تُبدِعُ الناظِرين يا لَها الزَخارِفُ
والعَناقيدُ كَم زادَت حَلاوَتَها في الخَريفِ تُقطَفُ
أجَبتها ... مَرحى لَهُ ( تِشرين ) والجَمال ... كَيفَ تَرينَهُ ؟
قالَت ... إنٌي أراك في الوَصفِ كالفارِسِ ... يا سَعدَكَ حينَما تَصِفُ
تَنحَني لَكَ القَوافي حينَما لِلقَصيدِ تَعزُفُ
صِف ما تَراه ... يا فارِسي فإنٌَكَ في ( البَديعِ ) الأعرَفُ
وأنا أُصغي إلَيك ... يا لَهُ الشَغَفُ
أجَبتها ... إنٌِي أرى وَجهَكِ يُجَدٌِدُ أمَلي ...
والمُقلَةُ الخَضراء من رَوعَةِ لَحظِها ... لِلحَياةِ تُسعِفُ
فَيَنحَني النَرجِسُ طَرِباََ ... والزَنبَقُ لِلجَمالِ يَهتُفُ
كُلٌُ القُلوبِ ... مَهابَةً مِنَ البَهاءِ توجِفُ
إن غابَتِ الشَمسُ في أُفقِنا ...
فَنورُكِ في أُفقِنا مُبهِرُُ إذ يُشرِفُ
وشَعركِ كالسُنبُلِ الأصفَرِ ... تَمَوٌَجَ في حَقلِهِ معَ النَسيمِ يَنحَني كَأنٌَهُ راحِلُُ ... وفَجأةََ يَدلُفُ
سَبائِكُُ ( كالتِبرِ ) في وَقتِ الأصيلِ تُعرَفُ
قالَت ... تُبالِغُ في وَصفِكَ ... بَل إنٌَكَ تُترِفُ
أجَبتها ... ما قُلتَهُ نُبذَةُُ ... لَم أستَفِض في وَصفِكِ ...
قَد أبهَرَ وَجهُكِ مُقلَتي حينَما أصِفُ
فالجَمال ... كَما أراهُ مُذهِلُُ ... حارَت بِهِ الفَلاسِفُ
قالَت لَقَد أخجَلتَني يا فَتى ...
وأنتَ في وَصفِكَ ... كَما الطُيور حينَما تُرَفرِفُ
أجَبتها ... ما بالكِ ... إن تَجاوَزتهُ وجهَكِ ... نازِلاً ؟
قالَت ... بَل تَوَقَف يا فتى ... يا بِئسَهً التَطوٌُفُ
أجَبتها يا غادَتي ... لَيسَ مِن طَبيعَتي التَوَقٌُفُ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة