أخيرا وضعت النقاط على الحروف أو أكاد فقد وجدت نفسي لا أحب زوجي ولا أكرهه.. نعم بعد سنوات زواج طوال هي على وجه التحديد تزيد عن 45 عاما وتأتي الذكرى الأخيره منها بعد أيام قليله...!
وقد أحسست براحه تغمرني عندما توصلت إلى هذه الحقيقه.. حقيقه نفسي أو علي وجه التحديد مكانه زوجي في نفسي. من اللاحب واللاكراهيه.!
وقد أضناني الوصول إلى هذه الحقيقه بما لايخطر ببالي ولا ببال أي أحد..!
وعبثا دون جدوى حاولت أن أركن بنفسي إلى ناحيه معينه حتى لوكانت الكراهيه فباءت محاولاتي بالفشل.. هي الحقيقه التي توصلت إليها من اللاحب واللاكراهيه.
وتشهد الأيام محاولاتي للتحيز إلى جانب الحب بكل تعصب وولاء له.. على حساب الكراهيه وفتشت عن هذه المشاعر في نفسي ولا أدري لغايه اليوم أين أختبأت داخلي أو أين غاصت في أعماقي....!؟
حاولت أسترجع ذكريات عشناها أو أوقاتا قضيناها أو قصائد من الشعر عشنا معانيها أو أغاني عاطفيه كانت لها صداها في أنفسنا سواء عندي أو عنده
بل حاولت أن أري الصور التذكارية لعلها تساعد الإحساس الراكد على الحركه والحس والأنفعال والنهوض من غفلته. وأكثر من هذا كله فقد ذهبت إلى أماكن كانت لها بصمات من ذكرياتنا وأيضا لم تفلح هذه المحاوله بالمره ...فيبدو أن هذه الأماكن لم تعد لها البريق اللامع الذي كانت تتزين به
ماتت المشاعر أوهكذا أظن.. وأصبح القلب خاليا من الحب والكراهيه.
هل هذا التفكير يبعدني عن واقع أجهله. أم هي مشاعر موجوده ولكنها قد غاصت أكثر من اللازم في نفسي حتى تاهت أو أختبأت أو ركدت في ظلمات القاع..!
ومن يراني لن يصدق كل هذه الهواجس.. فأنا أشعر بقلق شديد إذا تأخر زوجي عن ميعاد عودته للبيت وأعد له الطعام ولا أتناول منه أي شئ حتى يعود وتضطرب نفسي كلما تأخر وأترقب وصوله في الشرفه.. وكلما رأيت رجلا يأتي من بعيد ظننته هو حتى أجده سرابا حتى يأتي وقد نال مني الأنتظار ماناله مني من القلق والأضطراب
واذا مرض زوجي أشعر كأنني أنا المريضه وليس هو فأظل بجواره وأتابع مرضه بعنايه وأساعده على تناول الدواء في الوقت المحدد فإذا شفي تماما أحس أنني الأخرى قد شفيت فأنام جثه هامده من جراء متابعته والبقاء بجواره ليل ونهار.
ترى أين المشاعر؟
هل خمدت مع المشاغل اليوميه؟
هل أعياها التوهج والشفافيه فبهتت وذبلت؟
هل هي بمثابه حلم لما أستيقظنا من نومنا لم نجده في واقعنا؟
أين هي بالفعل؟
تولدت عندي رغبه جاده إلى الاستماع إلى أغنيه (أنت عمري) التي كانت عنوانا لمشاعرنا في بدايه التعارف أين هذه المشاعر أم أنها لم تصمد أمام اللاحب واللاكراهيه..؟
هل تموت المشاعر بالفعل؟
كان لابد في كل مره من معاوده البحث عنها ولكن كل مره أتوهم وجودها فأجدها مثل الحمل الكاذب.. له أعراض المشاعر الظاهره ولكن الإحساس باللاحب واللاكراهيه يتربص بي ويقف مانعا قويا أمامي كلما حاولت أن أخرج له من يتصدى له (الحب القديم) الحب الذي كان معنا منذ بدايه الإبحار على سفينته ولعلها -السفينه-قد ضلت الطريق أو لعلها لم تجد ميناءا مناسبا ترسو عنده...!
قيل أن المرأه هي محور السعاده الزوجيه لما تفيض به من مشاعر وأحاسيس وقدرتها على إشاعه الدفء في بيتها و رأيت أن أحاول إظهار هذه المشاعر ولو مجامله مني
وأنتظرت موعد الذكرى السنوية لزواجنا يوم ٧/١٥ وتأهبت لانتظار زوجي بكل مايحبه
الفستان الذي أختاره لي بنفسه.. تسريحه شعري على جانبي الرأس.. العطر الذي كان معجبا به وعلى نغمات نجاه (ارجع الئ صحو كنت أو مطر.. وما حياتي أنا أن لم تكن فيها).
فهل تموت المشاعر بالفعل؟
مع تحياتي عبدالفتاح حموده
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة