جهاز المتناقضات __بقلم / زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

 

________________البحر : الكامل

ها قد ملكنا ما أدامَ  نوالنا ___ من كلِّ محمولٍ أضرَّ مآلنا

وتفنَّنت أُممٌ وكلٌّ قد جنى ___ذاكَ الجهازَ وما بِهِ قد هالنا

إذ حازَ كلَّ جميلِ خيرٍ شدَّنا ___لتواصلٍ مع من نريدُ فنالنا

من كل شرٍّ قد أحاط بعائذٍ ___ فانتابهُ  قلقٌ  جلا  أحوالنا

ما للصَّغيرِ وقد أدامَ تعلَّقاً___من كلِّ ما يحلو ويشغلُ بالنا

إذ باتَ معروفاً لكلِّ مراقبٍ ___ ضررٌ على العينين مما طالنا

...................

ناهيكَ عن أفكارِ كلِّ مساعدٍ ___شيطانَ إنسٍ والغرورُ أمَالنا

لتسودَ أعمالٌ تطيحُ  برائدٍ ___وصلاً عفيفاً من ذرىً فأحالنا 

للهاوياِت بكلِّ مكرٍ سادرٍ ___مع  كلِّ أعداءٍ  لتأخذَ  مالنا

لم  ننتبه لتواصلٍ قد شلَّنا ___ عن كلِّ مكرمةٍ تريحُ قلالنا

وتفرَّقت أُسرٌ بملهاةٍ جرت ___في كلِّ عرقِ قد رأى بلبالنا

مالت نفوسٌ للحرامِ بتركها___ما كانَ من فرضٍ أرادَ حلالنا

..................

والهجرُ باتَ كسنَّةٍ في منزلٍ ___شغلَ الكبيرَ عن المهمِّ فجالنا

شيطانُ حبٍّ للغريبِ كهادمٍ ___أُسراً جنت ذاكَ الجهاز فنالنا

تفتيتُ مجتمعٍ وما من رادعٍ ___ يحمي صغاراً من شفيرٍ شالنا

ليخطَّ في قلبِ الفراغِ حياتنا ___وتضيعُ أوقاتٌ تشدُّ رحالنا

باتَ التناقضُ في الحياةِ محطَّةً___تُؤوي غريباً والقريبُ قبالنا

تبكي عيونُ أحبَّةٍ من هجرها ___ما كانَ مأمولاً وصدَّ  جمالنا

...................

والخيرُ يأتي من بعيدٍ ربَّما ___ نثني على صحب رضوا أقوالنا

إنَّ التواصلَ فيه نشرُ فضيلةٍ ___للعالمينَ وقد حمت أجيالنا

من كلِّ مكروهٍ تحذِّرُ أنفساً ___وتزيلُ معتقداً رديئاً خالنا

مثلَ الأولى قد جملوا من خاسرٍ ___ما كان شركاً لا يروقُ جلالنا

والحمدُ للهِ الَّذي أمضى  لنا ___ عقلاً يجرِّمُ  من  أرادَ  خبالنا

صلوا على خير الأنامِ وآلِهِ ___ما دامَ علمٌ قد أطالَ حبالنا