إذا اطلعنا على تاريخ الشعوب القديمة كالفينيقيّن.. والبابليين.. والأغريق.. والرومان وغيرهم.. قبل نزول الدّيانة المسيحيّة..
كانت معظم الشّعوب وثنيّه.. يعبدون آلهة متعدّدة كتعدد (القوى الطبيعة) التي تترك تأثيراً كبيراً على أمنا الأرض.. مثلاً:
(كالهواء.. والمطر.. والموت.. والحب.. والبحار….إلخ...
فاختاروا لكلٍّ قوةٍ في الطبيعة أسماً..
وجعلوا لجميع هذه الآلهة رئيسا (كبير الآلِه).. وكما كان إسمٍ الإله يختلفُ بين شعبٍ و آخر..
فمثلاً:
- لنأخذ (عشترت) عند الفينيقيّين وهي:
• آلهة الحب والجمال والخصب.
• وهي في ذات الوقت تدعى في
عصرناالحاضر (الزُّهُرَهْ أو نجمة 🌟 الصّبح)
• او ( نجمة 🌟 المغرب ) لأنها تظهر جليّة عند
الفجر وعند الغروب)
•
تقابلها عند اليونان باسم:
• (إفرودايت)
وعند الرومان..
• (ڤينوس).
- أما (أدونيس) فلم يتغيّر اسمه مطلقاً عند
اليونانيين وأيضاً عندنا في لبنان…
(وقد زرت انا شخصيّاً هيكله عام 1992 في
مدينة (كورنتث) التاريخيّة اليونانيّة والذي
كان ملكها إسمه (أغاميمنون) وكانوا
يُصنِّفونَه (بنصفِ إلهٍ) ذلك لانّهم كانوا
يعتبرونهُ (فانٍ) و سبب ذلك هو:
لأنّ أبوه من (الآلهة) وأمّهُ (بشريه)..
وهو البطل الأسطوري صاحب حروب
طروادة.
ملاحظة:
وقد شاهدت أنا شخصيّاً على مقربةٍ من
هيكله الموجود في وسط سهلٍ فسيحٍ
منبسطٍ جبلاً مرتفعاً يشرف عليه..
يزعمون بأنّ إقامة الإله أدونيس كانت فوق
قمّته..
وأنّ هذا الهيكل المخصص لعبادته..
وهو شبيه تماماً بالجبل الموجود عندنا في
لبنان عند وادي نهر ( ابراهيم او أدونيس)
وأنّ الإسطورة عندهم كما عندنا تقول:
أنه أيضاً افترسه خنزير 🐗 برّي وسالت دماؤه
فتتلوّن مياه هذا النهر باللون الأحمر في كل فصل شتاء لاختلاطها بدمائه.......
وكذلك على جبل أوليمبيوس المشرف على العاصمة أثينا كان يقيم فيه كبير الآله (زيوس).
(تر) أو ( طر ) أو طور
ولنعود الآن إلى (جبل تربل) في لبنان والذي إسمه هو مركّب في الأصل من كلمتين فينيقيتين:
الكلمة { الأولى}:
(تُر أو طُرْ أو طور) ومعناه الجبل المكسو
بالخضرة..
وهذا يذكّرنا (بطور سيناء).. والذي صعد إليه نبي الله موسى عليه السلام حيث تلقى الصّحف.. ثم عاد بها إلى بني إسرائيل
الكلمة{ الثانية }:
هي (بِل أو إلْ أو إيل) تعني ( إله المطر)
ولا ننسى عندما نقول في لبنان زراعة بعلية
كنّا نقصد بذلك أنها ليست بحاجة إلى الرّي
كأشجار التّين مثلاً والكرمة.. والزيتون..
واللوز إلخ..
ولأن هذه الزراعات كلها تعتمد على
إله المطر ( بعل ) بإروائها.
ولا نزال في لبنان نلفظ هذه الكلمة:
(بعل محسن).. (بعل الدراويش)… إلخ على الأراضي التي تعتمد على هطول المطر لِريّها
ثالثاً: كلمة تربل
وهو إسمٌ مركّبٌ أيضاً من كلمتين ( تُرْ . بُلْ)
فاصبحت المدينة الذي يشرف
عليها إلهها( بعل) شميم ربّ السّموات والأرض
ليعطيها إسمه ودعيت ب (طُر بُل)،
ثم ألحق آخرها بحرف السين كما تجري العادة في اليونان فأصبح الإسم (طرابلس) كما كان مثلاً: إسم (جورج يصبح جورجيوس)..
(وطوني يصبح طونيوس)… .
وهكذا يكون جبل تُربل والذي يشرف على مدينة طرابلس نراه تقريباً من جميع الجهات من ( الميناء.. القبّة.. أبي سمرا.. من الجزر البحرية.. من البداوي.. المنية.. الكورة…. ) فهذا الجبل المشرف على جميع المناطق السّكنية كان هو الخيار المناسب الذي اتخذه إله الفييقيين (بعل شميم رب السماوات) لمراقبة شعبه او رعاياه.
من أبحاثي زهرة مستم 🌼
عذراً أيها الأخوة والاخوات الكرام
أراني أطلتُ عليكم بشرحي هذا..
ولكنني تقصّدتُ بذلك لأطلاعِكُم عن نبذة من تاريخ الشّعوب القديمة.. ومعتقداتها الممزوجة بالرّوايات الرائعة والتي يخالطها الخيال.. وكانت تسمى ب(الإسطورة وجمعها أساطير) ..وكانت كلّ ما انتهت قصة على الأرض.. كانوا يخلّدون إسم أبطالها على صفحة القبة السماويّة مثلاً:
(كوكب ڤينوس باليونانية.. فتدعى أيضاً عشتروت عند الفينيقيين.. او الزُّهُرة في عصرنا الحديث…
(وبرشاوس) وإلى جانبه حبيبته المسلسلة مجرّة (أندروميدا) وإلى جانبها أمّها (كاسيوبيا) إبنة ملك ألحبشة… وكلّها نراها نجوماً متلألئة بأنوارها ليلاً على صفحة القبّة السماوية..
وكلّما رَنَوْنا إليها ليلاً تُذكّرنا بتلك الروايات الرّائعة.. فتحملنا على جناحي الخيال لتعبر بنا جدار الزمن.. ولنشاهد قصّتها في إساطير هوميروس اليونانية ( الألياذة و الأوذيسّا) وكل إسطورة تتألّف من أكثر من ألف بيت شعر
على مسرح الحقيقة والممزوجة بالخيال.
من أبحاثي زهرة مستم 🌼
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة