قال الشاعر الأندلسي ابن هانئ الأصغر
لا تُصْغِرَنِّي لكونِ الجسم مُغْتَرِبًا___ فإنَّ في الجسم عقلًا غيرَ مُغْتَرِب
يَغْنَى اللبيبُ بعقلٍ منه عن فِطَنٍ___ فإنَّ في الجسم عقلًا غيرَ مُغْتَرِب
معارضة بعنوان :
اللبيبَ الفطن _______________________________البحر : البسيط
إنَّ اللبيبَ إذا ما كانَ في أدب___ قد لا تراهُ عيونُ الغشِّ والرِّيبِ
في كلِّ حالٍ له عقلٌ يواكبُهُ ___ويكشفُ الزّيفَ عن أصلٍ بلا غضبِ
فالحرصُ في دفعِ شرٍّ كانَ مذهبُهُ___لا لن يضِّيعَ أوقاتاً كمحترب
مالي وللناسِ في أرضٍ بها وطرٌ ___إنِّي الغريبُ بلا أهلٍ ولم أجبِ
من كانَ يسألُ عن أصلٍ يناسبُهُ ___إذ كنتُ أطمعُ في وصلٍ بلا كذبِ
والعقلُ زينةُ من قد راقه هدفٌ ___ وجدَّ حتى ينالَ الخير في الطَّلبِ
...................
ها قد سعيتُ لمطلوبٍ بلا حذرٍ ___وكنت مجتنباً ما كان من سَلَبِ
إنَّ التجارةَ تهوى الصِّدقَ في عملٍ___يجري الحلالُ بِهِ والقصدُ لم يخبِ
مع كلِّ كسبٍ جرت أموالُ من حسبوا ___أنَّ اللبيبَ لهُ أبواقُ مُجتلَبِ
إذ باتَ يهدرُ أموالاً بلا زعلٍ ___ ويستعينُ بأغرابٍ بلا سببِ
لم يفطنوا لزكاةٍ كلُّها وجبت ___إذ بانَ حقٌّ لمحرومٍ ولم يغبِ
هذي أمانةُ من نالوا بغيَّتَهم ___دنيا وأُخرى بسترٍ صانَ لم يذبِ
.......................
من ذا يجافي غريباً عندَ عودتِهِ___بكلِّ خيرٍ لأَهلِ الودِّ والنَّسبِ
قد صانَ عهداً لربِّ الكون يُلزِمُهُ ___دربَ الحلال فلا يرضى بمغتصبِ
إنَّ اللبيبَ له في القلبِ منزلةٌ ___ تحمي الودادَ من الأقذاءِ والكرَبِ
ها قد تعافى من الأطماعِ في سفرٍ ___وباتَ في وطن يجني من النَّصبِ
لا عاشَ مالٌ إذا ما هان مؤتمنٌ ___بتركِ حقٍّ لأعداءٍ ومكتَسبِ
صلَّى الإلهُ على من كانَ في وطن ___يحمي حقوقاً فلا خفرٌ لمغتربِ
....................
الخميس 30 ربيع الآخر 1444 ه
24 نوفمبر 2022 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة