هذا اسمها المتعارف عليه في الحي، هي من أطلقه على نفسها لأنها أنجبت أربع شباب وكانت تتباهى فيهم وكأنها الوحيدة التي انجبت شباب
إنسانة مغرورة بوضوح ومدّعية
فلا أحد ربّى مثلها ولا أحد يملك ما تملك حتى الطبخ لا أحد يطبخ مثلها.
لا شك أنها امرأة مميزة بجمالها الملفت وحضورها الآسر وبثقافتها ودرايتها ولكن غرورها طغى على كل جميل فيها.
والأسوأ من ذلك تحجّر قلبها وقسوته الغريبة فلا فرح يفرحها ولا حزن يهزها
إن تزوج أحدهم تضحك بلا مبالاة وإن مات أحد تهز أكتافها قائلة وإن يكن غدا يُنسى وكأنه لم يكن.
حتى جاء ذلك اليوم الذي خرج فيه أحد أبنائها للصيد عند الفجر وقبل طلوع الشمس أتاها خبر موته برصاصة خرجت عن طريق الخطأ فقتلته،
كان الخبر صادماً لكل من عرفه فهو شاب صغير ما زالت الحياة أمامه بهي الطلعة وطيب المعشر،
كانت جنازته في كل الحي والمحزونون كل أهل الحي وارتدت النسوة السواد وسادت شعائر الحزن على الجميع إلا أن أم الرجال رفضت ذلك وفرضت على النساء خلع الملابس السوداء فهذا ابنها وحدها وهي فقط ستحزن عليه وترتدي الأسود لآخر العمر
رفضت صوت القرآن، رفضت القهوة (العربية ) وكل مظاهر الحزن
الملفت في الحكاية أن من حولها لم يتعاطفوا معها أو يشفقوا عليها فهي أبداً لم تشاطر أحد أحزانه،
إنتهت أيام العزاء، غادرت الناس على غير العادة وبقيت وحدها
وعاشت حزناً قاتلاً وعانت من جرح بليغ لا يلتئم فالحزن يقطع نياط القلب والوجع أصعب من أن يُحتمل وفلذة كبدها غاب إلى الأبد،
عشرون عام مرّوا وهي سجينة حزنها، غلّفت بيتها برداء أسود لا أفراح ولا أغاني ولا حتى ضحكات
تعيش بجسد منهك وكأنه طُعن ألف طعنة وروحها دُفنت مع ابنها وقلبها ينبض فقط، تتمنى الموت يومياً ولا يأتيها
وكأن هذا الموت جاء عقاباً لها ولجبروتها
وكأن لسان حاله يقول ذوقي ما ذاقت الناس من مرارة الفقد وقولي الآن.. وإن مات فلا بأس.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة