دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

التعليم بين الواقع والمأمول بقلم/ محمد حسان

عند النظر إلى ما يدور حول التعليم بمعناه الواسع أو المحدد- وهو ما نقصد به هنا العملية التعليمية المؤسسية – نجد البون شاسعا بين ما نهدف إليه وبين ما نجده على أرض الواقع، وهذا ليس ناتجا عن تقصير أي جهة من الجهات القائمة على العملية التعليمية؛ لكن عند النظر إلى المنتج التعليمي نفسه- ألا وهو المتعلم بمعناه العام أو المحدد - نجد أن المتعلم هو نفسه لا يعي مدى الجهد المبذول والعمل الدءوب من أجله، فنجد أن المتعلم يجب عليه أن يعي مفهوم التعليم، ولماذا يتعلم ؟ حيث نرى أن الطالب ينظر إلى التعليم من جهته نظرة تختلف عن النظرة التي يراها من يقومون على المنظومة التعليمية بمعناها الشامل أو المحدد، فالمتعلم في هذا العصر ينظر إلى التعليم على أنه وسيلة للوصول لهدف معين- وظيفة أو منصب أو ما يرنو إليه- وهنا مكمن الفجوة بين الواقع والمأمول من التعليم، فالمتعلم ينظر إلى العملية التعليمية كونها مرحلة لمرحلة أخرى تنتهي بوصوله لما أراد للأسف ولا يعلم هذا المتعلم أن التعليم مرحلة لا نهاية لها في حياته إلا بنهاية حياته نفسها، فالتعليم جزء أصيل لا ينفصل عن الإنسان طوال حياته العمرية، فالتعليم لا سن له بمجرد بلوغه تنتهي معه مسيرة الإنسان التعليمية؛ فالعلم كما هو مأثور من المهد إلى اللحد ، فيجب أن نغرس في المتعلم هذه القيمة لمفهوم التعليم الذي لا نهاية له. فإذا ما تشبعت نفسه واستوعبت هذا المفهوم نجد أنه سيقبل على التعليم على أنه جزء من كل مراحل حياته حتى يصبح حرصه على التعليم كحرصه على الماء والهواء، ويكون الحرص نابعا من ذاته لا من دافع خارجي يختلف من إنسان إلى آخر،  فتكمن هنا مرحلة الوصل بين الواقع والمأمول بغرس هذه القيمة في نفس المتعلم. وهذا الأمر لا يتأتى إلا بجعل نشر هذا المفهوم جزءا من العملية التعليمية نفسها، بل والعمل على قياس درجة الوعي التعليمي لدى المتعلم بمقاييس النظم العلمية الحديثة، خاصة لما نراه من الوسائل الحديثة التى تسعى المؤسسات العلمية على تطويعها في عملية التعليم، بل يشمل الأمر كذلك نشر الوعي التعليمي لدى الأسرة بالوسائل التواصلية المتاحة، لأن الأسرة شريك رئيس في هذا الأمر؛ حتى تكون حلقات العملية التعليمية كلها متواصلة؛ لأن المنتج التعليمي الذي هو المتعلم يدور في فلك الأسرة وتلك العملية التعليمية وهما حلقة تواصلية تعمل لإخراج أجيال ليست حاصلة على كذا؛ بل أجيال تعلم  كذا وتسعى لكذا وتعيش لكذا، ويصبح ما تعلمه مطبقا في حياته عامة وتخصصه خاصة.

فإذا تحقق هذا تحققت الثمرة من كل الجهد المبذول لإخراج أجيال تتحمل مسئولية هذا الوطن الذي هو قائم على تلك السواعد القوية التي تحمل الراية جيلا بعد جيل.


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع