(رسالة أخرى..)
تحية وبعد..
وصلني صندوقك القديم
وضعته فوق تلك المنضدة قرب نبتة الصبّار كما أوصيتَ وأشعلتُ بجانبه شمعة..
وبالجانب الآخر وضعتُ قارورة عطرك المفضلة..
الفارغة إلا من رائحتك..
علقتُ فوقه على الجدار تلك اللوحة
أتذكرها؟
التي ابتعتها لي عندما زرنا أحد المعارض الفقيرة والتي لم تجعلني أغفو تلك الليلة لأنها كانت أول هدية تصلني..
وبقرب اللوحة علقتُ وشاحك الرمادي الذي حاكته لك جارتنا العجوز والتي رحلت قبل أن تنتهي منه..
لم أفتح الصندوق ولن أفعل لأنني أعرف ما بداخله
بضع أوراق وقلم قد يكون جف من طول الأيام
صورة قديمة اهترأت ملامحها
وأغنية.. أغنيتنا
لم أسمعها لكنني شعرت بدفئها..
فعلتُ كل ما طلبته مني كعادتي.
وأنت.. ألم يحن الوقت لتعود؟
لنجلس معا أمام المدفأة؟
أعلمك إنها باتت باردة.. باهتة وشرابنا الذي كان ساخناً ما زال هنا.. ينتظر كما كل الأشياء حولي.. تنتظر..
ألن تعود؟
الإنتظار قاتل.. ألا تخشى أن يقتلني
وربما تعود فلا تجد سوى صندوقك
والذي قد لا يتعرف عليك
فالبُعد يعلّم النسيان.. أيها البعيد..
والسلام ختام.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة