تأديب العاصي بقلم احمد أبو حميدة

*

*

عندما يصاب الإنسان بعمى الألوان لايمكنه أن يميز بين أشارات المرور ، ودلالتها، وبين المفارق الخطرة التي تودي به إلى ترقيع قميص عثمان

*

زاد من عمره الافتراضي الزمن و الترهل ، والعيش في بيوت بلاستيكية سرعان ماتنمو الافكار و الأوصال مهرمنة خارج لغة المنطق والتاريخ ، و الشمس والقمر وطعم الشفق وحبات الكرز

*

ترخص الأرض والعرض،وأشجار الأكاسيا والصفصاف والزنزرخت ومافيها مستباح ، يتم تأديب العاصي ليعود من حيث أتى ، مخذولا مكسور الخاطر على ضفتيه تنمو اشواك غريبة وهوة لاتتسع للناجين من طوفان قادم

*

كتب ومراسيم دونت بخط مسماري يرهقها صوت الريح وعربدة السماسرة وتجار تغريهم كل مافيها حتى قوارير الفخار ليملؤها في زمن العسرة شراب ودواء للمستجير من الرمضاء.

*

العير تعود وبضاعتهم ردت اليهم ، تسمع الأصوات من تلك الحفرة التي ارتكب فيها الإثم، ياأبي هذا قميصي و ما عليه ليس دمي .

*

أحمد أبو حميدة

المانيا/غوسلار

04/05/2023