هناك فارق كبير بين الحوار وبين الشجار ، وكذلك بين الجدال وبين القتال ، ويبدو أن الكثيرين منا لا يدركوا هذا الفرق ، ويعتقدون أن هذه الكلمات ما هي إلا مترادفات ، كما أن هناك فرق كبير بين الكلام في الدين والكلام بالدين ، ضحك محدثي عندما سمعني وقال ما الفرق بينهما فهما بمعنى واحد ، فقلت بهدوء الفرق أن الكلام في الدين هو دعوة خالصة إلى الله سبحانه وتعالى ، ولا يبتغي المتحدث من حديثه إلا وجه الله سبحانه ، أما الكلام بالدين فالتحقيق مصالح ما ، مثلاً قد يستخدم الدين للترويج لسلعة أو لفكرة ، فكما يتقول البعض على الدين الحنيف والذي بدأ بـ " بسم الله الرحمن الرحيم " ليعلم الناس أن لهم رب رحمن ورحيم ، فيتمثلون الرحمه مع الأخرين (إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) ، ومع ذلك هناك من يتخذ الدين وسيلة للقتل وترهيب الأمنين وإخراجهم من الأمان إلي الخوف ، والإسلام يحمي أهل الذمه كما يحمي أهل الملة سواءً بسواء ، فالقتل حرام بغير حق وهدم دور العبادة وحرقها حرام مهما كان الإختلاف في ملل الدين ، فكل منا يؤمن بالله الخالق في الدنيا أما في الأخرة فالله يحكم بين الناس ، وكما كان الناس قبلاً تتقول على رسول الله ﷺ لتحقيق مكاسب تجارية رغم قوله ﷺ "من كذب علي فليتبؤ مقعده من النار" ، فمثلاً هذا الذي يبيع الحلاوة للترويج لسلعته كان يقول (كذباً) : قال رسول الله ﷺ المؤمن حلو يحب الحلاوة ، وآخر يبيع الجرجير ويقول: قال رسول الله ﷺ (كذباً) لو علمت المرأة فضل الجرجير لزرعته لزوجها تحت السرير ، لذلك كل من يتكلم لمصلحة هم سواء في إستغلال الدين لتحقيق المصالح الدنياوية ، أعرفت يا صديقي الأن ما الفرق بين الكلام فى الدين بالحوار الخالص لوجه الله ، والكلام بالدين لتحقيق أغراض ليس للدين بها صلة ، لذلك كان لابد من التفرقة بين الحوار الذي يتعرض للأفكار ، وبين الجدال الذي عادة قد يؤدي إلى الشجار.
آخر الأخبار
جاري التحميل ...
ا.د/ محمد موسى يستكمل سلسلته : آخر الكلام ..بحلقة تحت عنوان . . "الحوار والجدال والشجار"
عن الكاتب
قادح زناد الحروفشاهد أيضاً
التعليقات
طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية
للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب
جميع الحقوق محفوظة
دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة