دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

في هدأة الليل بقلم / رمزي دحرج

في هدأة الليل؛ يحلوا لي قدح من قهوتي السوداء

أهزي هزيان الليل الأخر

تعشقني وحدتي و أبغضها.. تلك الوحدة

إن الليل و الوحشة يتآمران على وحدتي

في ذلك الركن من شرفة البيت؛ وحدي و قهوتي

أنتظر... مجهولاً يؤرقني

أرشفة رشفة من القدح

و نفس عميق أرسله في الهواء دوائرا

أيها الغليون؛ تفعل الأفاعيل في عقلي و صدري؛ و الدخان من حولي يزيد الضباب إشتعالا

أيها الغليون

أنت من تسببت في إتساع ثقب طبقة الأوزون

بل أنت من أحدثت في السفينة خرقا

أتريد أن تغرق أهلها؟

أنت أيها الغليون..... نعم أنت

من قمت بنشر الفساد و الفحشاء و الغلاء و البغاء في الكون

إن الضباب يزداد كثافة من حولي؛ و... أنا أنتظر

أنتظر نهاراً شمسه ساطعة؛ و لكن كيف و الغيوم ملبدة في العقول

إنها تحجب النهار و يزداد الليل إتساعا

أنفث زفرة عميقة؛ أرقب صداها

يتوغل جوف الظلام؛ و ضوء باهت

أنظر إلى شجيرة الفل في حديقة منزلي و الندى يرطب شفاه الزهرة اليتيمة... يزداد بياضها إلتماعا

و لكن شحوب الضوء يطغى على الفؤاد

إن العتمة لا تنير

و زهرة الفل اليتيمة تزداد إنكماشا

و العتمة طغت على ضوء الفجر

متي يؤذن ديك الصباح؟

متي يلتئم ثقب الأوزون؟

متي ينقشع الضباب؟

و يعلوا صوت الفجر.... حي على الفلاح

أيها الغليون

زهرة الفل اليتيمة في حديقتي

تنحوا نحو الأفول

أمام مرآتها

وقفت تتأمل مشيب قد سري

ما صدقت خريفها الباهت.... في صمت

لم تحتاج هي إلى حدة في البصر

تتوهج صلاتها البيضاء؛ في هذا الليل الدامس

ترمقها مرآتها إبتسامة نحيلة... إبتسامة هزيلة

يسخر منها القدر و يبتسم هو الأخر

تنحدر لؤلؤة من مقلة متحجرة

لقد وليّ الربيع

و الزهر على غصنه يذبل

لم يطأه أحد

من تراه يفجر تلك الينابيع

من تراه يسعد الجبل

من تراه يعتصر رمان حديقتي

نبيذ أرجواني

و زيتون الخليل

تسمرت أمام مرآتها

و الدمع شق الأخاديد

أيها النخيل البغدادي

قد شاب جريدك

اللوز قد تهشمت أغصانه

و تصحرت حلب

تساقطت حبات البن اليمني

قبيل الموعد

فمات الناس عطشا

و إقتتلت يثرب

هناك أوس و خزرجا

مرآتها قد صارت كرب....... لاء

و اللون الأحمر القاني

قد صبغ المشيب

بعد أن سال على المقصلة

يا لها من يتيمة

تنظر المرآة في وجل

تخاف...... تفزع تلتهب حويصلتها المرارية

فورات خريفية

و شقائق النعمان تناثرت

تفجرت براكين

إن الأرض ما تحملت

للنظر أمعنت

إن الأمواج قد إطلخمت

و تطايرت الصحف

كل النجوم قد هوت

إلى مدارات الوجع

تتحسس نهديها

و خصرها النحيل

فقد خفت الصهيل

تزداد شحوبا

تبتعد عن مرآتها

تهوى على حافة السرير

تتحرر من ملابسها

لم تزل المشيمة عالقة في الرحم

و الحبل السري يلتف

على عنق الوليد

لم تعبأ بألام الولادة

ترتقي حبل المشنقة

تحاول الصمود

تحاول الصعود

عله يرشف وليدها

شجوا المعركة

لكنه بحياه السري

قد إنتحر

تعود إلى مرآتها.... تحدق البصر

فما وجدت حتى جثث

حباها السري تزداد به العقد

عقدة تلوي رأسا

و أخرى تكسر عنق

ثالثة تفقأ عين

رابعة تجهض رحما

خامسة تبقر بطنا

سادسة و سابعة

ثامنة و تاسعة

و عاشوراء عشيرة عاشرة

و كل حديقتها أضحت كربلاء

و زيتون بلادي

يلتمع بريقه

على أجساد العواهر

هناك... أقصى...... الكاريبي

يدخنون السيجار الكوبي

ينفقون الدخان

تتوهج الميادين إشتعالا

و لم تزل الصبية

يحاربون بالحجارة

تحدق في المرآة

ترفع يديها في وهن

تتلمس وجهها

تصحرت وجنتيها و تشققت

إنمحت معالم الطريق

تاهت بني أمية و تشردت

و لم يزل الندى يرطب بصيلاتها

في حديقتي شجيرة فل

إنها زهرة يتيمة

فلا عجب

قد إزداد الضباب توهجا

و الديك لم يزل حبله

بإجماع الأطباء

حمل كاذب

رمزي دحرج مصر


قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏لحية‏‏ و‏ابتسام‏‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع