دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

رسالة من صدى البطل إلى بوتين ,, بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد‏


إذا كان دوستويفسكي يقول: ”أنت مرغم على العيش مع جماعة من المنافقين والموهومين والكذابين مع عدم وجود طاقة تكفيك لإحتمال كل هذه التفاهات"

أما أنا فأقول "أنه من واجبي أن أكون سمحا حتى مع الذين يثقلون على القلب بتفاهات الأمور وهوامشها الغير مجدية رافعا راية الانتظار فربما تعلمهم التجارب شيئا جديرا بالممارسة"

فإن لم يتعلموا واستمرؤا الخطأ وصنعوا التفاهات التي هم فيها حلت عليهم مقولة نابليون بونابرت:

"إذا رأيت عدوك يدمر نفسه فلا تقاطعه".

نعم ساعده باللعب بٱخر ورقة فى يديه، التى تكمن فلسفتها في أنها هى نفسها التي ستلعب به، لأن صاحب هذه الورقة فاقد لعملية التباديل والتوافيق، شخص محروم من أن يقول فى لعبة التلات ورقات فين السنيورة فين الورقة الكسبانة؟!

هكذا أصبح حال "عمالقة الوهم" - أنظمة التفاهة ومعارضة السوء - أمام الشعوب، نظام تفاهة يهرب بثورة مزيفة يدعى أنها ثورة تصحيح من داخلة. ومعارضة سوء تتقدم للوراء باعتمادها على الجيش وعلى الأمريكان حتى تعمل لهم الثورة!! ولمثل ذلك أنشد الخطابي قائلا: 

"حجج تهافت كالزجاج ... تخالها حقا وكل كاسر مكسور"

               فساد نظرية التلويح بٱخر ورقة

وتالله فإن النظام وأتباعه يعلمون موعد السقوط الذي حددته لهم الولايات المتحدة الأمريكية فهل هم موافقون عليه؟!!

ولعمري ما علمت فى تاريخ البشرية أحدا مخلصا لتحمل الضغوط الواقعة علية وإلى النهاية مثل أنظمة التفاهة الحالية حتى لو كان الدور القادم على رقبته، لقد تفوقوا على فرعون الذي كان مخلصا لكن لهوى وضلال نفسه حتى بعدما رأى من ٱيات ربه الكبرى!!!

وتالله فإن الجيش والشرطة والأزهر والكنيسة وكل أطياف المعارضة يعلمون جيدا موعد السقوط المحقق الذي يفرضه عليهم أنجاس البيت الأبيض ولكنهم يدخلون الشعب متعمدين في مساراتهم الهروبية اللعينة ويحاربون بكل ما أوتوا من قوة مشروع ( الفكرة الطيبة ) والذي هو هنا فى هذا الصدد يقدم إجابة عن السؤال الهام:

ماذا بعد رحيل السيسي وذلك لكى يحرقوا ٱخر ما تبقى بين أيدي الأبطال من وقت لإنقاذ مصر وضرب سد الخراب الصهيوماسوني، فهم الآن يغرقوننا بالكلام الساكت .. الكلام الغير منتج عن سيناريوهات سقوط السيسي والإنتخابات القادمة وكلها سيناريوهات معدة سلفا لأراذل الشعوب من قبل "الأيدى السوداء" الماسون واليهود والأمريكان.

فبحسب زعمهم إذا كان وزير الدفاع "محمد زكي" ورئيس الأركان "أسامة عسكر" وقادة الأفرع في خلاف حقيقي مع السيسي، خلاف لصالح الوطن أو حتى خلاف بينهم من أجل الصراع على السلطة والثروة .. فوالله لو أن محمد زكى وأسامة عسكر أصبحوا كما تزعمون لا يأتمرون بأمر السيسي حسب الرسائل المبعوثة لكم من داخل الجيش عن طريق الفريق أو عن طريق زيد أو عبيد، ولو أن السيسي كما تزعمون وتروجون لا يستطيع تحريك أى قطعة عسكرية فى الجيش لقام هؤلاء الذين تتقدمون بهم للوراء بالانقلاب على السيسي ( الٱن .. الٱن ) ولقاموا بضرب سد الخراب ( الٱن .. الٱن ) على الأقل قبل فوات الأوان قبل قيام أبي أحمد وأثيوبيا بعملية الملء الثالث ومن بعده الرابع ولكسب هؤلاء بذلك ثقة الشعب المفقودة فيهم بعد اشتراكهم بالحماية لكم من نظام مبارك في مؤامرة الربيع العبري.

- أيها الحمقى إن الانقلاب العسكري عمل فوقي يمتاز بالسرية التامة والسرعة الخاطفة فكيف بمن يسعون للانقلاب بكسر هاذين المبدأين؟!!

- أيها الحمقى ألا تعلمون إنهم حكام ولا يحكمون، وقضاة ولا يقضون، وقادة ولا يقودون، إنهم جيش في وطن وليس جيش وطن لن يقوموا بالإنقلاب على حاكمهم إلا في حالتين فقط:-

الحالة الأولى: عندما يصدر لهم أمر من أمريكا وتذكروا دور الأمريكان في إنقلاب ٢٣ يوليو ١٩٥٢ على الملك فاروق وتذكروا دور الأمريكان في إنقلاب ٢٥ يناير ٢٠١١ على الرئيس حسني مبارك.

الحالة الثانية: أن هذا الجيش لن يخرج على حاكمه، بمعنى أدق لن يناصر الجيش ثورة الشعب إلا بعد تأكده التام من نجاحها حتى يقفز على النصر وأيضا بأمر من أمريكا،

أفلا تتذكرون دور العسكر في سرقة ثورة ٦/٣٠؟!!

أما حكاية الشرفاء الاستثناء الذى فى صفوفه فهى تثبت القاعدة ولا تنفيها .. إنه إستثناء لا يعطى أملا حقيقيا لأنه لن يصل بأى حال من الأحوال إلى كتلته الحرجة وفقا لطبيعة بنية الجيش وطبيعة تبعيته ( لعصر المتكسبين ) الذي بحكم العالم والذي مازالت أمريكا تقوده، لذلك أقول لكم إن اليأس فيهم هو قمة الأمل وبداية العمل الصحيح الجاد في الدخول (لعصر المحاربين الشرفاء ) بسم الله الرحمن الرحيم:

(وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا )

يا عمالقة الوهم إياكم والظن بأن جماهير الأمة ينطلي عليها تلك التفاهات!!.. هل وصل بكم الأمر إلى هذا الحد من التلاعب بمشاعر الناس والعمل على خيانة الوطن عبر تلك المستويات الثلاثة من فصول مسرحية لعبة الأمم القديمة الجديدة وهى :-

١- الفصل المعرفي: بأنكم تصنعون تلك "الدجالة" صاحبة إبليس العرافة بسنت ثم تقومون أنتم الإثنين نظام التفاهة ومعارضة السوء بعمل تعدديتكم الثنائية السلبية، وتقومون فيها باحتكار الفعل، وأيضا باحتكار ردة الفعل، لكى تروجوا لفكرة سقوط السيسي بعد عدة شهور وتضعوا الناس بين أمرين:-

أ- إما أمام خزى وعار الوقوع فيما حذرنا منه سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم حيث قال: ( من ذهب إلى دجال أو عراف فلن تقبل صلاة أربعين يوما ومن ذهب إليه وصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )

ب- وإما بغية إضاعة الوقت في جدال الملح بين ( مصدق ٱثم ) وٱخر ( غير مصدق مفرط ) تماما لتصلوا بالجماهير إلى الفصل الثاني من مسرحية الخيانة وهو:

٢- الفصل الإجرائي: أى زعم الخلاف الحاصل الٱن بين الجيش والسيسي .. أعود وأكرر ما قلته لكم ٱنفا لو أن هذا الخلاف حقيقي لكانت نتيجته الختامية هو قيام الجيش الٱن وفورا بضرب سد النهضة وسيجدون الشعب المصري كله عن بكرة أبيه والشعب العربي وكل المسلمين بل وكل أحرار العالم واقفة معهم تساندهم وتساعدهم ضد أمريكا وشركائها في مشروع إعادة دورة حياتها ودورة حياة عصر المتكسبيين.

٣- الفصل العملياتي: تقومون بتخدير الناس لعدة شهور قادمة حتى تضمنوا بها اكتمال بناء السد ثم تقومون بعد عملية التخدير بإسقاط السيسي وتصبحون أنتم أيها العملاء أبطال في نظر الناس بأنكم أسقطتم السيسي الذي ضيع النيل،

ولكن مع الحفاظ على بقاء السد على ما هو عليه، فيصبح السد سيفا مسلطا على رقبة مصر ورقبة الأمة فى عودة الاحتلال وضياع سيناء وفرض الدين الإبراهيمي الإلحادي واصباغ الشرعية على كل ما فعله السيسي وكل ما ستفعلونه أنتم بعد ذلك - وساعتها ستقولون ويقول السفهاء لنا لسنا نحن من وافق على بناء سد الدجال!!

- نعم ساعتها ستقولون ويقول السفهاء لنا نحن لن نستطيع ضرب سد النهضة الأثيوبي حتى لا تغرق مصر.

- نعم ساعتها ستقولون لنا أيها السفهاء نحن لا نستطيع رفض أوامر الأعداء مهما كانت هذه الأوامر بحجة أنهم يضعون مصر والأمة بين شقى رحى، بين فكى كماشة يضغطون علينا في حالة عدم تنفيذ أوامرهم أو حتى مجرد الإعتراض عليهم بالموت إما غرقا وإما عطشا.

وصدق فيهم قول أمير الشعراء أحمد شوقي عندما كان يرثى ضياع الخلافة قائلا:

لا تَبذُلوا بُرَدَ النَبِيِّ لِعاجِزٍ

عُزُلٍ يُدافِعُ دونَهُ بِالراحِ

بِالأَمسِ أَوهى المُسلِمينَ جِراحَةً

وَاليَومَ مَدَّ لَهُم يَدَ الجَرّاحِ

فَلتَسمَعُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ داعِياً

يَدعو إِلى الكَذّابِ أَو لِسَجاحِ

وَلتَشهَدُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ فِتنَةً

فيها يُباعُ الدينُ بَيعَ سَماحِ

يُفتى عَلى ذَهَبِ المُعِزِّ وَسَيفِهِ

وَهَوى النُفوسِ وَحِقدِها المِلحاحِ

       العيوب حوالين الشعب وليست في الشعب

إن أى سيناريو يقوم به عمالقة الوهم - الساقطون فعليا - لإستبعاد الشعب المصرى الذى يقدره كل مسلمى العالم من معادلة الصراع الحقيقية التي أصبحت بين الشعب من جانب وبين الولايات المتحدة الأمريكية من الجانب الآخر لهو الخيانة بعينها مع سبق الاصرار والترصد ولو تدثر عمالقة الوهم بحجة عدم جاهزية الشعب، متناسين أنهم بذلك يناقضون أنفسهم بما قالوه من قبل ويقولونه الٱن عن جاهزية الشعب للثورة...

إن إصرار القوم على ذلك هو ما يدفعني لسؤالهم، بسؤال المجاراة والفرض الجدلي ليس إلا وهو:

ترى ما هى أسباب عدم جاهزية الجماهير من وجهة نظركم؟!!!

- فردوا على قائلين: غياب المشروع، وغياب القيادة، وغياب الإعلام الشعبي، وهو عين ما تقول به أنت  صدى البطل في مشروعك تأسيس روح البطولة.

- فقلت لهم ابتداء الفرق كل الفرق بين جاهزية الشعب للثورة وبطولته الحاضرة التي تسمى إرادة وتهيئة إجتماعية، وبين تلك العيوب الثلاثة الفوق استراتيجية، لأن هذه العيوب حوالين الناس وليست عيوبا فيهم، وعليه فإن هذه العيوب الثلاثة تقع على عاتق من ينادون بالاصلاح لأن الشعوب كل الشعوب ( رأى عام منقاد ) هذا توصيفهم في القرآن وتوصيفهم فى علم الرأى العام نفسه.

فإن كان الناس على دين ملوكهم فمن باب أولى الٱن أن يكون الناس أيضا وحرفيا على دين من ينادون بالاصلاح فيهم.

لذلك أقول إن هذه العيوب، عيوب المصلحين أنفسهم، عيوب لخاصة الناس وليست عيوب لعامة الناس، عيوب توضع على عاتق المصلحين - أى القادة - مثلها مثل العيوب الفوق استراتيجية الستة الخاصة بالنظام والمعارضة مضافا إليهم عيوب أمريكا الثلاثة، وأخيرا عيوب الأبطال أنفسهم.

تلك إذن هى طقوس العبور الثمانية عشر .. سميها عيوب أو تحديات للأبطال سميها ما شئت طالما هى لهم وتقع على عاتقهم .. في الأخير هى "أرض إختبار" أو "طقوس عبور" لإثبات صحة وصدق بطولتهم.

أيها القوم إن كانت هذه العيوب الثمانية عشر "الفوق استراتيجية" مسائل غير محلولة عندكم فهى مسائل محلولة فيما قدمناه لكم في نظرية ومشروع( تأسيس روح البطولة ) كسنة كونية سادسة. فإن قلتم وهذا بالقطع حق لكم أن تقولوا وما أدرانا بصحة هذا المشروع؟!!

- أقول لكم فلتخضعوا المشروع للمناقشة الجادة والنقد البناء فإن أسباب أو مكونات الجهل الثلاثة هى:

١- النظرة السطحية، 

٢- إتباع الظن.

٣- الأخذ أو الرفض بدون دليل أوحجة.

فوالله لو أنكم بذلتم في هذا المشروع عشر ما بذلتموه أو تبذلونه الٱن من مجهود حتى وإن كان هذا المجهود على المستوى المعرفي فقط بعد عملية النقد وإثبات صحته لحلت بفضل الله المشكلة ولنزع من حطن الأوطان الفتيل المفجر الذي تريده الأيدي السوداء اليهود والأمريكان لخراب الأوطان.

موقفي واضح وكلامي واضح كل حرف فيه يدعوا إلى الثورة الحقيقية "الثورة الحضارية الخامسة" التي تنتظرها الأمة، موقف لا يقبل المزايدة من أراذل الشعوب بأنه موقف رضا الشخص اليائس حسب المثل الشعبي الدائر:

"إذا كان معاك نحس لا تسيبه يجيك أنحس منه"!!

فتالله ما علمت أنحس ولا أشر على مصر والمسلمين من الأيدي السوداء ، وتالله ما علمت أنحس ولا أشر على مصر والمسلمين من الذين قاموا بثورات الربيع العبري وعلى رأسها ٢٥ يناير "ثورة الكذابين ويصدقها الجهلاء"  وثورة ٦/٣٠ "ثورة الجهلاء ويصدقها الكذابين"ولا حتى أشر من الذين يكررون نفس الأخطاء من جديد.

وتالله ما علمت أنحس ولا أشر على مصر والمسلمين من أولئك الذين يعولون على الصين أو على روسيا في مواجهة أمريكا بدعوى توازن القوى، وهم يعلمون أن الكفر ملة واحدة وأن جميع هذه الدول كانوا ضد الإسلام وضد مصر من قبل وحتى الٱن وفيما بعد .. وموقفهم الأخير اتضح في مجلس الأمن حيال أزمة سد النهضة، إنهم جميعا ينتمون ( لعصر المتكسبين ) المنهار الذي تقوده أمريكا وتعمل على إعادة دورة حياته المتهالكة والمتزامن أيضا مع محاولة أمريكا لإعادة دورة حياة إمبراطوريتها المتهالكة.

وتالله ما علمت أنحس ولا أشر على مصر والمسلمين من الذين يقولون تارة إن أمريكا قوى عظمى لا طاقة لنا بها، ويقولون تارة أخرى إن أمريكا فى حالة انهيار وسقوط حتمي من تلقاء نفسها بفعل السنن الكونية الجارية عليها فاتركوها تسقط لوحدها حتى تأمنوا شرها!!!

وتالله ما علمت أنحسر ولا أشر وأزيد في هذه الحالة ولا أكذب على مصر والمسلمين من أناس يدعون أنهم أصحاب رؤى فلسفية وأنهم مستقلون ومتبعون للمنهج العلمي وهم في حقيقتهم أشد من بني إسرائيل في تحريفهم الكلم عن مواضعه حتى لو كان قرٱن أو سنة أو إجماع انعقدت عليه الأمة، وكذلك من تحريف حقائق وثوابت ومواقف واضحة وكذلك من تحريف لكلام بعض المفكرين والعلماء بالدس عليهم تارة والحذف تارة والتشويه تارة، وإن طرقهم ومساراتهم الضالة المضلة في هذا المجال متعددة كثيرة جدا

وتحت يدى في نفس هذا التوقيت المتزامن والمتوازي مع ما يقوم به (عمالقة الوهم ) من ( استراتيجية الهروب للأمام ) التي تقوم بها أنظمة التفاهة و ( استراتيجية التقدم إلى الوراء ) التى تقوم بها معارضة السوء بعدة نماذج من أراذل الشعوب هى الأخطر على مصر وعلى الأمة على الاطلاق لأنها تكرس لبقاء القوم الفاسقين الذين كلما تعرضوا للانهيار والسقوط رفعوهم من جديد وأمدوهم بقبلات الحياة.

نماذج تخدم على أسيادها ( الأيدي السوداء ) الملسون واليهود والأمريكان في إنفاذ خطة هندسة الخراب لإعادة دورة حياة عصر المتكسبين أيما تخديم وذلك بتخوبف الناس من فكرة شرور المرحلة الإنتقالية!!

إن من باب حسن الظن بهؤلاء الأشخاص تقديم العذر لهم بأنهم أولا يهرفون بما لا يعرفون، والواجب عليهم أن يتعلموا قبل أن يتكلموا ولكن هؤلاء القوم قد قتلوا في أنفسهم حسن الظن بهم لأنهم يدعون الحكمة والنظرية الفلسفية العميقة والمنهج العلمي الصحيح، وحقا لقد أضاعوا على أنفسهم مبدأ العذر بالجهل.

ألم يكن من الأفضل لهم أن يتبعوا: فليقل أحدكم خيرا أو ليصمت، أما كان يكفيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

( إذا رأى أحدكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )، ولكنهم استمرؤا العمل بالشئ ونقيضه في نفس الوقت حتى ينخدع الناس فيهم وأيضا لكى يحجزوا لأنفسهم مقعد ٱخر فى حالة سقوط عمالقة الوهم.

ولأن الصراخ على قدر الألم فلا يسعني إلا أن أقول إن الشيطان يقدم إستقالته أمام شر هؤلاء الأراذل، وأقسم بالله أنهم قوم كذابون دجالون مفترون جهلة ليس لهم صلة بالاصلاح ولا شموا رائحة العلم، ولا يعنيني هل هم أدوات الشر أم أنهم رواد الشر كل ما يعنيني هى النتيجة النهائية والمحصلة الختامية لهم، لأنهم يقدمون أفكار مدروسة وممنهجة ومخطط لها من الغرب وهم خونة داعمون لها في الداخل إنهم ( نقطة الارتكاز ) الفعلية الواقعة في المنطقة الوسطى بين ( العدو الداخلي ) وبين ( العدو الخارجي ) فهؤلاء القوم هم حجر الزاوية في قوتهم لأنهم يأخذون من عدو الخارج وعدو الداخل السموم ويبثونها في الشعوب بطريقة غير مباشرة، عبر طرق وآليات محددة مرسومة لهؤلاء السحرة سلفا بأيدي أسيادهم الفراعنة الجدد لصناعة المسارات الهروبية المنتجة لعملية ( التزيين السلبي ) المؤدية بدورها لعملية ( الاستخفاف ) الشبيهة لها وصدق الله العظيم: ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) فالإستخفاف عملية مركبة تقتضي:

١- ضرب المعارف الحقيقية.

٢- وضع وفرض المعارف المزيفة.

ولقد فاق هؤلاء الأراذل سحرة فرعون لأن سحرة فرعون ابتداء عندما تبين لهم الحق خروا لله سجدا بالرغم من توعد فرعون لهم أما هؤلاء الأراذل فهم يعلمون الحق ومع ذلك يقومون بضربة ومحاربته لأنهم مرتزقة ( جيش موازى ) يخربون ويدمرون كل شئ دينيا وفكريا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا وحتى جغرافيا وصدق قول الله عز وجل فيهم: ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ )

ألم تروا كيف فعلوا بالسنة الكونية الجغرافية نهر النيل!!!

وعندما تتصدى لهؤلاء ( أراذل الشعوب ) تجدهم لهو خفي ويكأنك تحارب طواحين الهواء .. فالحكمة هنا تقتضي تثبيتهم أى تحويلهم من الحالة الميتافزيقية الغير منظورة التى هم عليها إلى الحالة الفيزيائية الممسوكة حتى تستطيع تثبيتهم على لوحة النشان وساعتها سيكونون هم أنفسهم نقطة ضعف كل  العدو الخارجي والعدو الداخلي الذين استطاعوا بهم أن يحاصرونا بين طرفى تعدديتهم الثنائية الخبيثة إما أو :-

١- إما الدخول في نوبات اليأس من طرف.

٢- أو الدخول في الصدام مع عدو الداخل والخارج من الطرف الٱخر. وعليه فتقع هزيمتنا كجماهير.

إن الفراعنة الجدد أشد نحسا وشرا من فرعون الذي على الأقل كان محافظا على نهر النيل ومحافظا على مصر، فبالرغم من طغيانه إلا أنه قام بدعوة الفريقين للمباراة أمام الشعب في يوم الزينة، لكن فرعون العصر من أنظمة التفاهة ومعارضة السوء ومن أراذل الشعوب أبدا لم ولن يعطوا هذه الفرصة لخصومهم وبالذات للأبطال الحقيقيين.

              النموذج الأول من أراذل الشعوب

من جماعة أراذل الشعوب الذين يعمدون لمناشدة أصحاب الشرور والخيانة والإفساد في الأرض بأمرين هما في الحقيقة أغرب من بعض!!

١- مطالبتهم مهندسي الخراب المستمرين في إنفاذ مخططهم بحل المشاكل الواقعة منهم بتعمد!!

٢- تقديمهم حلول خيالية أشبه بالميتافيزيقا، تماما كالذي ينصح الشيطان بالتخلي عن إغواء البشر، أو دعوة العقارب والحيات بالتخلى عن طبيعتها فى لسع الناس أو لدغ الناس بالسم الزعاف .. وبقفزة في الظلام يقول هؤلاء بما أن فعل الشيطان والحيات والعقارب وعمالقة الوهم أنظمة التفاهة ومعارضة السوء قد فعلوا الجريمة ولا يزالون يفعلون، فعليهم أن يقدموا للضحية - أى الشعوب - المصل الواقي والترياق الشافي وذلك باستحضارهم مصوغات من ( الدين ) ومن ( العلم ) تحت دعوى "من أتلف شيئا فعليه إصلاحه" وبالرغم من أنه ليس بحديث لكن تشهد بمعناه شواهد كثيرة، فهو من جملة قواعد العدل بين الناس، والشخص مطالب شرعا بضمان ما أتلفه، والعقل والبلوغ والقصد ليست شروط للضمان.

أيها التعساء: هل يعقل أن نطلب مثلا من الذين أشعلوا نار أزمة سد النهضة الأثيوبي لتحقيق أهداف مخططهم الإجرامي أن يحلوا لنا ما فعلوه من كارثة؟!!

والأعجب من ذلك أن نطلب من  هؤلاء القوم أن يحلوا الأزمة بزراعة صحاري الربع الخالي وزراعة مصر وإفريقيا بالغابات حتى لا ينهار كوكب الأرض بانهيار التوازن البيئي.

             النموذج الثاني من أراذل الشعوب

من جماعة أراذل الشعوب وهم الذين نتطرق لهم من خلال محاضرة ألقاها شخص لا أود ذكر إسمه وكانت في مملكة البحرين بدعم من السفير المصري "ياسر شعبان" وبحضور السفير الفلسطيني وكثير من الشخصيات العربية في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد ٱل خليفة للثقافة والبحوث بعنوان: "كيف نفهم مايجري في العالم بكلمة واحدة"

كانت هذه الكلمة ( interregnum ) وتعني الفترة الانتقالية بين نظام يسقط ونظام ٱخر يولد يقول المفكر التعيس اللامع: ( كان في فيلسوف إيطالي إسمه أنطونيو غرامشي ما حدش يسمع عنه تقريبا أبدا لكنه إشتهر بكتاب كتبه في السجن في ١٩٢٩ كان عنده أفكار ثورية كان شاعر وفيلسوف ماركسي عاش ٤٦ سنة ودخل السجن لأن موسوليني شاف خطورة فى أفكاره المتطرفة على نظامه.

ويتابع هذا الألمعى كلامه قائلا:

غرامشي كتب كلام كتير، مقالات كتير، جمعت لاحقا في كتاب بعنوان: "مذكرات سجن" واللي ما حدش يسمع عنه كتير .. أشتهر لاحقا بأنه كان بيحاول يتأمل الأوضاع بين الحربين العالميتين الأولى والثانية

ويقول إن أنطونيو غرامشي كتب عبارة أشتهر بها جدا سنه ١٩٢٩ هذه الكلمة إرتبطت في ذهني أنا فيما كتبه ورأيت أنها بتمثل تقريبا الفترة التي نحن فيها لأنه في غياب السلطة الكبرى الأمور تنفلت هذه العباره هى:

( إن الأزمة تتمثل بدقة في حقيقة أن النظام القديم يموت والنظام الجديد يتعذر ميلاده في هذه الفترة الانتقالية كثير جدا من الأعراض المميتة والشرور تظهر )

وغرامشي عبر عنها في نفس المذكرات بطريقة ثانية كانت أوضح قال: ( العالم القديم بيموت والعالم الجديد لم يولد بعد أو بيكافح من أجل أن يولد، هذا وقت الشياطين والأشرار ) 

وهنا نلاحظ أن هذا المحاضر الذي يقول أنه يتبع المنهج العلمي قد بدأ كلامه عن غرامشي بتشويه الرجل حيث قال: غرامشي كاتب ماحدش يسمع عنه "تقريبا أبدا"!!

وضع عزيزي القارئ خط أحمر تحت كلمة المحاضر "تقريبا وأبدا" كيف تجتمع الكلمتان ياصاحب التفكير العلمي؟!!

لقد تناسى المحاضر أن الفيلسوف أنطونيو غرامشي كان مشهورا جدا وأن أفكاره هزت عرش موسوليني الذي كان يمثل واحدة من النظريات الثلاثة وهى "النظرية الفاشية القومية" مع "النظرية الليبرالية" و" النظرية الماركسية" وكان هذا واضحا أثناء محاكمته وكلمة القاضي عنه في المحكمة خير دليل على أهميته وشهرته ومدى تأثيره في المجتمع بل في العالم كله، فالرجل - أنطونيو غرامشي" انتقد الماركسية في مواضع كثيرة وانتقد الشيوعية أكثر ووضع أفكار بالغة الأهمية لدرجة أنه أصبح صاحب مدرسة تسمى "الغرامشية".

فأثناء محاكمة أنطونيو غرامشي في عام ١٩٢٨، قال المدعي: “يجب أن نمنع هذا الدماغ من العمل لمدة ٢٠ عاما”. حكمت الحكومة الفاشية "لبنيتو موسوليني" بالسجن على غرامشي، الزعيم السسابق للحزب الشيوعي الإيطالي والمنظّر والصحفي الماركسي، حيث قضى سنوات حياته الأخيرة فيه وقضى جرّاء التعذيب.

ثم بعد ذلك يقول هذا المحاضر إن غرامشي كتب كلام كتير مقالات كتير ثم بعدها بدقائق معدودة نجده يقول:

ومن يكتب كتير ويتكلم كتير عادة الكلام بتاعهم لا يكون رصين لكن بس هو جيد بيقول كلام كويس!!

ياله من تناقض ٱخر يقع فيه المحاضر وفي نفس الجملة حيث كان يتكلم عن المؤرخ البريطاني "نايل فيرجسن"

وبالطبع التشويه يطول غرامشي بالقصد والمحاضر يخرج منها سالم .. ثم ينتقل بنا هذا المحاضر البائس نقلة أخرى أشد وأخطر في تشويه غرامشي وهو: استشهاده بجملة أنطونيو غرامشي الشهيرة عن المرحلة الانتقالية حيث ينزعها المحاضر من سياقها العام ليخدم بها على عملية تكريس الأوضاع وابقاء الحال على ما هو عليه في يد أنظمة التفاهة كل هذا ليصل بنا إلي التشويه الثالث والأخطر وهو؛

أن أمريكا تسقط من تلقاء نفسها مغالطا لحقيقة هامة هى:

أن أمريكا تعيد دورة حياتها وأيضا تعيد فى نفس الوقت دورة حياة ( عصر المتكسبين ) وبمساعدة الدول التي تدعي في العلن مجابهة أمريكا مثل روسيا والصين.

أيها التعساء ألم يكن من الأجدر بكم أن تقدموا نموذج لصعود عصر ٱخر أمام ( عصر المتكسبين المنهار ) بفعل السنن الكونية الخمسة؟!!

لأن أمريكا لن تسقط وعصر المتكسبين لن يسقط طالما أنهم يعملون على إعادة دورة حياتهما ولسبب ٱخر أنهما يعملان فى فراغ بفعل نظرية القصور الذاتي طالما أنه ليس هناك مشروع يوقف مخطط المنظومة الشيطانى.

والسؤال الذي يثور هنا: لماذا لم يتعرض المحاضر للطرف الثاني من كلام غرامشي أى ( مشروع غرامشي ) ومع احتفاظ المحاضر بحق نقده كما فعلت أنا مع غرامشي ومع بن خلدون وجان جاك روسو وعبد الرحمن الكواكبي الذي سبقه ومع جمال حمدان ونظرية الولى الفقيه للخوميني وٱخرين كثر وصولا إلى نقد إليكسندر دوجين الملقب بعقل بوتين؟!!

لكنه الهوى والضلال، إنه التحريف المتعمد لتخويف الناس من مجابهة الظلم، والانتظار الأبله لسقوط الأشرار من تلقاء أنفسهم. يقول عبد الرحمن الكواكبي:

"فناء دولة الإستبداد لا يصيب المستبدين وحدهم بل يشمل الدمار، الأرض والناس والديار، لأن دولة الإستبداد في مراحلها الأخيرة تضرب ضرب عشواء كثور هائج أو مثل فيل ثائر في مصنع فخار، وتحطم نفسها وأهلها وبلدها قبل أن تستسلم للزوال، وكأنما يستحق على الناس أن يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والذل والإستبداد، وعدم تأملهم في معنى الآية الكريمة: ( وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ۖ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ )

والٱن أعرض لعدد ممن تحدثوا عن أنطونيو غرامشي

١- أنطونيو جرامشي عقل نقدي بامتياز.

أنطونيو جرامشي، واحد من أبرز مفكري الماركسية، وأحد أهم منظري الحركة الثورية العالمية والإيطالية بشكل أخص، احتل مكانة استثنائية في الفكر السياسي الحديث سواء على المستوى الأكاديمي؛ نظرًا لإسهاماته في قضايا التغيير والثورة والثقافة والمجتمع والتاريخ ولما طرحه من مفاهيم ومناهج بالغة الثراء والجدة فيما يخص تلك القضايا، وتعميقه الوسائل المعرفية والمنهجية لتحليل النظام الرأسمالي وأساليبه في الاستغلال والهيمنة.

احتل كذلك مكانة بارزة علي مستوى آفاق النضال السياسي؛ نظرًا لقضائه فترة طويلة في سجون الفاشية لدفاعه عن تحرر مجتمعه والتزامه حتى آخر حياته بمشروعه النضالي والسياسي، وتفانيه غير الطبيعي في الكتابة والتفكير رغم انعدام المراجع ورغم أعين رقباء السجون الفاشية، وتطويره الوعي الثوري ومنحه استراتيجية غير مألوفة لدى الأدبيات الثورية الماركسية، تضمن نجاح التغيير والحفاظ عليه.

وقد أعطت مرحلة السجن لغرامشي فرصة لتحليل الواقع ومراجعة مواقفه، وأثمرت أهم كتاباته التي عرفت بعنوان «كراسات السجن» التي قال عنها «كتبت شئيًا ليدوم» ولكى يتم نقد علمي لغرامشي يجب أولا أن نتعرف على تكوينه.

٢- أنطونيو جرامشي وتكوين غير عادي.

حين سافر جرامشي إلى تورين كان غايتانو سالفيميني الزعيم الاشتراكي قد استقال لتوه من الحزب الاشتراكي الإيطالي لعدم تبنيه قضايا فلاحي الجنوب، وقد كان لسالفيميني تأثيرًا حاسمًا على تكوين جرامشي السياسي.

أما جامعة تورين جرامشي فقد أسهمت بشكل كبير في نمو وعيه السياسي حيث كان العديد من أساتذته من ذوي الميول والانتماءات الاشتراكية، وعبر أطروحاتهم، وبالتحديد أطروحة المنظر الماركسي أنطونيو لابريولا، اطلع جرامشي على فلسفة «البراكسيس» الهيجلية، وهي الفلسفة التي اشتبك معها نقديًا وحتى وفاته، وصارت إحدى علامات دفاتره السياسبة.

٣- ماذا فعل جرامشي بكارل ماركس؟

اعتبر جرامشي أن الماركسية بحكم كونها منهجًا جدلياً، تمثل نقيضاً للأرثوذكسية الفكرية وهي في جوهرها نقدية للواقع وللمفاهيم التي تقاربه أيضًا، وعلى هذا الأساس قدم جرامشي منظورًا جديدًا لمجموعة من المسائل الشائكة التي قاربتها الماركسية واعتبرت مقاربتها «بديهيات» لا يرفضها إلا وعي زائف، على رأسها:

أ- الدولة، فهي ماركسيًا أداة في يد الطبقة الحاكمة «البرجوازية تحديدًا» تحمي مصالحها وتفرض إيديولجيتها.

لكن جرامشي في تعريفه للدولة أكد أنها «المجمع الكامل للأنشطة العملية والنظرية التي تستخدمها الطبقة الحاكمة لتبرير سيادتها والحفاظ عليها»، واشتبك جرامشي مع المنظور الماركسي القائل إن الدولة «أداة الطبقة» مشيرًا إلى أن أي طبقة تحاول السيطرة على المجتمع لابد أن تمثل ما هو أوسع وأكثر من مصالحها الضيقة أي ألا تعتبر الدولة مجرد «أداة».

ب- أعاد جرامشي بناء التاريخ الإيطالي، ودرس علاقة الحركة العمالية بالتاريخ الماضي، وانتهى إلى استقلالية البنى الفوقية «الثقافة بالمعنى الشامل والسياسية» عن البنية التحتية «الاقتصاد»

أما السياسة التي اعتبرت ثانوية في الماركسية، رغم وجود نظرية سياسية كامنة في كتابات ماركس، إلا أنه لم يدرس السياسة كحقل مستقل، بل صب مجمل اهتماماته على الاقتصاد السياسي، إلا أن جرامشي رأى أن السياسة نشاط مستقل داخل أطر رسخها التطور التاريخي للمجتماعات، وهي بتعريفه «النشاط الإنساني المركزي الذي من خلاله يتصل وعي الفرد بالعالم الاجتماعي».

ج- ولقد كانت النزعة الاقتصادية هي الأخرى أحد الموضوعات التي وجه جرامشي سهام نقدها إليها، والتي تعني بتسييد المستوى الاقتصادي على المستويين السياسي والثقافي، ومن خلال النظرة الاقتصادية كان الماركسيون قبل جرامشي يفسرون المجتمع وحركته، على اعتبار أن الاقتصاد هو البنية التحتية، أما الثقافة والدين والأخلاق فمجرد بنية فوقية تشكل انعكاسًا للاقتصاد.

وقد تسببت هذه النزعة في ظهور مفهوم تطور حتمي للتاريخ يجعله محكومًا بقوانين موضوعية لا مجال فيها للتدخل الإنساني، وظهور يقين بانهيار الرأسمالية الحتمي تحت ضغط تناقضاتها الداخلية. رفض جرامشي ذلك ورفض الحتمية وأعلن أن التاريخ ليس سوى تطور تراكمي حر وليس أوضاعًا تمت هندستها مسبقًا. وهكذا تتحدد معالم تجديد جرامشي للماركسية كمحاولة تأسيسية لوضع نظرية جديدة عن الثورة الاشتراكية، تختلف عن ثورة أكتوبر في روسيا، لاختلاف المجتمعات الغربية المتقدمة ذات المجتمع المدني الفعال، عن المجتمع الروسي التقليدي، وكمجابهة نظرية لإشكالية الهزيمة التي لحقت بالحركة الاشتراكية الثورية في أوروبا الغربية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وما ترتب عليها من تنامٍ لنفوذ التيارات الرجعية.

وما زلنا نتكلم في الفكر السياسي الماركسي عن جرامشي بما أنه أحد المفكرين الماركسيين المهمين جدا والذي تأثر بالفكر الماركسي، تمكن سنة ١٩٢١ مع مجموعة من رفاقه من تأسيس الحزب الشيوعي الايطالي الذي كان اسمه من قبل الحزب الاشتراكي الإيطالي أى تحول الحزب الاشتراكي إلى الحزب الشيوعي، وبعد ذلك سنة ١٩٢٤ صار عضوا بالبرلمان وبعد سنة ١٩٢٦ العقل المهم التنظير لحرامشي جعل ايطاليا الفاشية تخشى من هذا العقل لذلك اعتقلته بالرغم من أنه كان عضو في البرلمان ولديه حصانة، وتم توجيه تهمة التآمر له على النظام السياسي وزج به إلى السجن لمدة ٢٠ سنة وتم تعذيبه بشكل رهيب وكان مؤلف كتب بالسجن رسائل وأفكاره في تلك الفترة واحد كتبه المهمة دفاتر أو كراسات السجن جاءت في ما يقارب ٣٠٠٠ صفحة.

ولم يكن جرامشي دوجماتي تقليدي وانما كان عقل نقدي ماركسي يسعى لتطوير النظرية الماركسية، والعقلية النقدية دائما تكون دائما عقلية خطرة تخشاها الأنظمة الإستبدادبة.

في عام ١٩٣٧ صارت دعوات دولية لإطلاق صراحه لأن صحته بدأت تتدهور وبعد ٦ أيام من إطلاق صراحه صار عنده نزيف دماغي وتوفي ودفن في روما.

كان يقف على نصوص ماركس ينتقد ويحلل رغم إعجابه جدا بالماركسية كما كان يقول فهى نظرية علمية تفسر لنا الكثير من القضايا، ونستطيع من خلال ذلك التفسير أن نفهم التطور الحقيقي الصيرورة التاريخ لحياة الإنسان، لكنه يقول قراء ماركس فهموا ماركس بشكل خاطئ،

فمثلا نحن دائما نقول ( العامل الإقتصادي ) وليس العامل الاقتصادي هو العامل الحاكم وهو بذلك لا يريد أن يحدث صدام مع ماركس والذين قرأوا ماركس حملوه هذه المقولة، ولكن ماركس هو بالفعل الذي أعطى العامل الاقتصادي هو العامل الوحيد الحاسم، ولكن جرامشي يقول أن العامل الثقافي هو العامل الحاسم ومن هنا ندخل التنظير الأساسي الذي قدمه جرامشي فيما يتعلق بالثقافة، حيث تكلم عن الهيمنة الثقافية عندما نظر إليها بشكل أساسي حتى أن المفكرين الذين أتوا بعد جرامشي استفادوا منه مالفرنسي "ميشيل فوكو" و "ادوارد سعيد" في نقده الاستشراق وغيره.

.. الهيمنة الثقافية هى التنظيمات التي أسسها العقل الجمعي فيما يتعلق بالقضايا الثقافية، صور نمطية تجاه أى قضية، بحيث العقل الجمعي يصبح لديه دوغما تجاه هذه القضية ولذلك تمكنت الرأسمالية من السيطرة لأنها تمكنت من السيطرة على الثقافة بحالة من حالات الهيمنة، فلا يمكن أن تنتصر على الرأسمالية ما لم نقضي على هذه الهيمنة ونبني بعد ثقافي خاص فيما يتعلق بالطبقة العمالية هذا جانب،

والجانب الٱخر فيما يتعلق بالثقافة ماركس وغير ماركس قالوا كيف نميز بين المثقف وغير المثقف، ماركس يقول:

من يعمل عملا يدويا، المثقف هو الذي يعمل عملا فكريا وليس جهدا عضليا مثل العاملة في مصنع أو المزارع مثل المعلم والأستاذ والأديب.

أما جرامشي يقول: هذا كلام خاطئ، فهناك تقسيم ثاني وهو المثقفين بين تقليديين وعموميبن ، والمثقف التقليدي هو الذي لا يعتبر نفسه تابع لطبقة بل دائما يقف على الحياد ويبتعد عن نقد السلطة، جرامشي يقول: هذا خاطي ليس هذا دور الثقافة مثل رجال الدين والأدباء وعلماء الفيزياء والكيمياء وغيرهم ليس لهم علاقة بتغيير المجتمع حيث أنهم لا يشعرون باضطهاد المجتمع ولا هموم الناس ولا يسعى إلى سبيل نصرتها.

أما القسم الثاني المهم: فهو المثقف العضوي الذي يتعامل مع الفكر ويعيش ٱلام الناس وبيعها إلى تغييرها،

فالمثقف العضوي لابد أن يكون مع الناس له علاقة بالقضايا الاجتماعية خاصة الثقافة الاجتماعية والسياسة التغييرية فجميعهم لم يستطيعوا أن يتجاوزوا هذه الفكرة التي قدمها جرامشي بعده. جرامشي أعتقد أن الحزب الثوري هو الذي سينتج المثقف العضوي لذلك ربط بين المثقفين العضويين والحزب الثوري الشيوعي الايطالي، حيث اعتقد جرامشي أن الحزب هو الأداة الوحيدة التي ستنشأ المثقف العضوي فالتقليديون عندهم نرجسية.

ومن الأفكار الرئيسية التي لاحظها جرامشي وقال عنها متسائلا؛ لماذا نبوءة ماركس لم تتحقق بالدول الرأسمالية التي كانت بها؟!!

يقول لأنه عندما ثارت الحركة العمالية والنقابات والمجتمعات الرأسمالية امتصاص الزخم وبدأت تعدل من نفسها فعندما تذهب إلى أوروبا تجد تأمين صحي وتأمين إجتماعي وهذه قضايا ليست رأسمالية بل اشتراكية فجعلها تنجوا من النبوءة التي قدمها ماركس.

             البراكسيس ونظرية روح البطولة 

الفيلسوف جرامشي ذلك المثقف العضوي الذي كان لديه مطرقة مثل الفيلسوف نيتسه يستخدمها في نقد الأفكار أى أنه صنع قطيعة معرفية مع الأفكار الماركسية التقليدية الدوغماتية، وأيضا كان يهتم بالممارسات النظرية التصورات الواقعية بما لديه من مفاهيم قيمية، لنظرية ماركس بما أنها نقدية أى أنها تقبل النقد والتعديل دائما ومن هذه النقطة انطلق جرامشي باسهاماته يحلها ويوضيحها في التقاط التالية:-

١- رفضه الاقتصادية في أنها السبب الرئيسي في حركة نشوء المجتمع، وتسبب بنقد النظرة التاريخية عند ماركس وأن الرأسمالية يجب أن تنهار مثل ما قال ماركس بسبب التناقضات التي بها فهى حتمية كما هو معروف حيث أن ماركس قال: المجتمع يبدأ إقطاعي ثم يتحول برجوازي وبعد ذلك إلى رأسمالي ثم إشتراكيثم شيوعي هذه الحتمية التاريخية رفضها جرامشي جملة وتفصيلا، فالتاريخ عبارة عن تطور تراكمي حر وليس أشكال تم رصها.

بدليل أن الثورة البلشفية انتصرت على النظرية الماركسية بانتصارها في أفقر دول أوروبا وهى روسيا، لأن كارل ماركس حسب نظريته وفقا الحتمية التاريخية يحب أن تحدث الثورة بألمانيا أو بريطانيا أو فرنسا ولكنها حدثت بروسيا فالحقائق التاريخية غير موجودة بروسيا، فالبلاشفة خطأوا كارل ماركس.

٢- إن أهم مفهوم عند جرامشي هو المثقف العضوي في مقابل المثقف التقليدي لأنه هو المنوط به التأثير في وعى الناس من خلال المجتمع المدني وليس الدولة.

جرامشي صاحبةقطيعة معرفية بامتياز، فعندما يريد أن يعرف مفهوم لايذهب إلى الكتب النظرية ابدا إنما يهب إلى الواقع يشاهده أمامه ويحلله، فالمثقف ينتمي إلى طبقته بمنحها وعى بما يحب عليهم القيام به من واجبات، أيضا يصوغ نظريته الواقعية على العالم ويفرض على الطبقات الأخرى هذه التصورات والمفاهيم عن طريق الهيمنة الفكرية بطريق الأحزاب والإعلام والنقابات.

٣- جرامشي يجب أن يشكل حزب سياسي للمثقفين العضويين ويحب أن تكون لهذا الحزب أيديولوجية أى فكرة واضحة تعادل أيديولوجية النظام الحاكم والسلطة ملكية كانت أم جمهورية أو فاشية، ومفهوم ٱخر وهو الأمير الحديث أى الرئيس أو الحاكم فكان ينظر ٱلىوالسباسة بأنها تحزب مثل ابن خلدون في نظرته للعصبية فينظر جرامشي إلى الأمير بأنه أحد الأفكار التقليدية التي يجب القضاء عليها، فالحزب هو المثقف الجمعي وهذا الحزبةيتبنى القضايا الجماهيرية فهو يريد أن يخلق وعى، تفكير، وليس بطريقة دموية في القضاء على الأمير السيد الأوحد القائد الزعيم الملهم المستبد والحل في أنه يطرح تصور حديد للأمير غير المستبد فهو ليس شخص بل عدة قيادات يكونون ضد التحجر الفكري ضد الجمود، ويحقق الوحدة بين النظرية والتطبيق أى السياسة، وأيضا يحقق هذا الأمير الوحدة بين بين المثقفين العضويين وبين الغالبية الكبرى من الجماهير غير المبالية، حيث يقوم بتوعيتهم يرتقي بهم يثقفهم إلى مستويات أعلى. واذا لم يحدث ذلك فرغ الحزب من مضمونه وأصبح كإنسان بابن سينا المعلق في الفراغ.

إن هؤلاء الثلاثة ( الحزب، المثقفين العضويين، الأمير ) سوف يشكل بها جرامشي النظرية الماركسية وهى البركسيس أى الممارسة والتي ستقوم بتأسيس الثورة، ثورة الوعى فلابد أن تكون هناك على حد قوله حرب مواقع، وليس حرب دموية أى هيمنة، وذلك عن طريق الإعلام، والوعى ضد الدولة المستبدة من خلال:-

أولا: المجتمع المدني أى السيطرة عن طريق القبول وليس قهر الدولة، مثل العمل على النقابات والأحزاب والنوادي والصحف والمجلات وغيرها من والوسائل المتاحة في وقته. والمشكلة هنا عند جرامشي تكمن في أنه نادى بالمجتمع المدني أى كل ما هو خارج عن سلطة النظام مثل ما قال "جون لوك" و "هوبز" ولكنه في الممارسة على أرض الواقع لم يحدث ذلك لأن الدولة كانت مسيطرة على كل شئ لأن المجتمع المدني ذاته كان نتيجة لقوانينها أى أنه وقع في مشكلة حيث نادى بسد الفجوة بين النظرية والممارسة وإذا به يقع في هذا التناقض المفروض عليه من سلطة الدولة.

ثانيا: فكرته بأن الحزب الذي هو في نظريته البراكسيس بمثابة الأمير الجديد أو الرئيس يجب أن يكون في المجتمع المدني هو الواقف ضد هيمنة الحاكم المستبد ونسى أن الحزب وكل المجتمع المدني يمكن للنظام الموجود أن يحرفه أو يحزفه أو حتى يحرقه.

ثالثا: أنطونيو جرامشي كان يعالج أخطاء عصر ليدخل نفس ذلك العصر المنهار بفعل السنن الكونية الخمسة وهو ( عصر المتكسبين - الرأسمالي ) بخلاف الفكرة الطيبة ( نظرية روح البطولة ) بما هى سنة كونية سادسة العمل بها لابد أن يكون عبر اجتياز طقوس عبورها التسعة عشر المكونة لها، فالبطولة كلمة السر وبوابة الدخول لعصر جديد وهو د:

(عصر المحاربين الشرفاء ).

رابعا: جرامشي طرح فكرة الأمير الجديد الذي هو عنده ليس شخص بل مجموعة قيادات ضد الجمود والتحجر  - ممكن أن يكون الأمير نفسه هو الحزب كما فهمه كثير ممن قرأوا جرامشي - ليحل بها مشكلة الديكتاتور الأوحد أو القائد والزعيم الملهم أو الولى الفقيه الذي يستمد عصمته من المهدي كما في النظرية الشيعية الساقطة معرفيا وخلفيات وعمليا، وكان الحل لدينا في نظرية صدى البطل كصانع للأبطال الحقيقيين وليس منهم وفي نفس الوقت كطارد لسارقي الفرح حاس البطولة المزيفة. ناهيك على أن معادلة جرامشي الثلاثية هى بالفعل مسألة محلولة لدى في معادلة البطولة الثلاثية:-

١- بطولة الأمة التى تسمى إرادة.

٢- بطولة البطل التى تسمى كرامة.

٣- القيادة أى همزة الوصل بين البطولتين.

إن الدولة عند الفيلسوف "أنطونيو جرامشي" تساوي = ( المجتمع المدني المهيمن  + المجتمع السياسي المسيطر ) وهذا ما سنتناولة بالنقد والتشريح والمعالجة لفكرة المجتمع المدني والمجتمع السياسي في الفصل القادم.

لقد وقع جرامشي في نقده  ( للعامل الاقتصادي ) و كذلك ( عامل الحتمية التاريخية ) عند أستاذه كارل ماركس بتقديمه العامل الثقافي وسأحسن الظن به وأدخل الثقافة ( كعامل إجتماعي ) بما هى معرفية خلقية، لقد ضيع جرامشي عوامل أساسية سنن كونية أربعة وهى:-

العامل التاريخي، والعامل الجغرافي، والعامل الاقتصادي، وأخيرا العامل العسكري، ببساطة لأنه حكم بنفس أدوات عصر المتكسبين المنهار .. بينما أنا في نظرية ومشروع ( تأسيس روح البطولة ) أعمل من خلال عصر المحاربين الشرفاء وما يحكمه وما يتبعه من السسن الكونية الخمسة كلها. وخطيئة جرامشى هذه هى نفس الخطيئة الكبرى التي يرتكبها بوتين روسيا الٱن باتباع نظرية الكسندر دوجين الملقب بعقل بوتين والذي قال لقد مر القرن الماضي بثلاث نظريات هي: النظرية الماركسية، والنظرية القومية، والنظرية الليبرالية، وكلها غربية، أما النظرية الرابعة فهى نظريتي  نظرية الثورة وتصفير الاستعمار.

وللأمانة العلمية هذه النظرية الرابعة عندي ليست بنظرية على الإطلاق لأنها لم تمر أو تشم شيئا من الناحية المعرفة والخلقية لذلك فإن مشروعها سيكون كارثي وبالأخص علينا نحن العرب والمسلمين، وهذا ما سأوضحه لاحقا.

وبالرغم من أن فلاديمير بوتين - روسيا - يزعم أنه يقدم عالما موازيا بالكامل، قائلا: "إن العالم الذي يجعل من روسيا صفرا عديم الفائدة قد ولى".

فنحن اليوم نعيش في عالم كاذب للغاية بين غرب متعجرف وقطب واحد مغرور" من الملاحظ أن "بوتين" وقع في نفس المصيدة التي وقع بها من قبل "كارل وماركس" و "أنطونيو جرامشي" وكثيرين غيرهم، ومن نافلة القول أن روسيا ليست  لوحدها التي  وقعت فى هذا الشرك وانما الصين وأمريكا وكل الدول الكبري وكذلك ( عمالقة الوهم ) قوم تبع عندنا أى أنظمة التفاهة ومعارضة السوء، بالرغم من أن المسلمين وأيضا منطقتنا العربية على وجه الخصوص لديها فرصة تستطيع بها أن تخرج من شرنقة عصر المتكسبين الخانقة وتقدم للعالم نظرية الجيوبوليتيكا الإسلامية لعصر جديد مبنى على الرحمة ألا وهو عصر المحاربين الشرفاء.

أنطونيو جرامشي بعقله النقدي عاصر النظريات الغربية الثلاثة وإشتبك معها بمطرقته الفكرية في وقت واحد سواء كانت ( النظرية الماركسية ) التي انتقدها وعدل فيها،

أو ( النظرية القومية ) بالأخص الفاشية كونها في موطنه إيطاليا وبالطبع ( النظرية الرأسمالية ) كونه ماركسي، ومن المعروف أن كل هذه النظريات سقطت ما عدا الرأسمالية بالرغم من فشلها إلا أنها ما زالت تحكم العالم وهذا أمر مثير للغرابة، لغز يجب حله!!

والسبب في ذلك أن "النظرية الليبرالية" أو الرأسمالية دائما ما تعدل من نفسها، ولكن هناك سبب ٱخر رئيسي وجوهري أغفله الجميع وهو في الحقيقة سر بقائها وتحكمها إلى هذا الوقت في العالم كله وهو أنها تحمل صيغة ( عصر المتكسبين ) كونه رأسمالي بالأساس، وهو العصر الذي كانت تنتمي إليه النظرية الماركسية والنظرية القومية سواء الفاشية أو النازية أو أى قومية أخرى في العالم بما فيها القومية العربية. 

نعم .. الرأسمالية هزمت هى الأخرى وبان فسادها وفشلها أكثر من غيرها في ما ٱلت إليه كل الأمور التي يعيشها العالم الٱن من نكبات، ولكن النظرية الليبرالية أى الرأسمالية تعمل في فراغ، فقط تعمل بفعل قوة القصور الذاتي لديها أى أنه ليس أمامها في المقابل نظرية أخرى في عصر ٱخر لتوقفها. وهذه كانت السقطة التي وقع فيها "أنطونيو جرامشي" ووقع فيها كل من جاء بعده إلى الآن حتى بوتين وما أطلقوا عليه عقله المفكر إلكسندر دوجين وهذا ما سنوضحه لاحقا. لذلك كان مشروع ونظرية ( تأسيس روح البطولة ) فى ( عصر المحاربين الشرفاء )

لذلك كل دول "عصر المتكسبين" المتزاوج معه "عصر المفكرين ورجال الدين" سيعمدون في حربهم لضرب "عصر المحاربين الشرفاء" إلى ٱخر ورقة يمتلكونها الٱن في عملية تجديد الرأسمالية لنفسها عبر النقاط التالية:-

١- استخدام أراذل الشعوب بأجيالهم الثلاثة وبالأخص الجيل الثالث.

٢- فرض سد النهضة على الشعب المصرى والعربي والإسلامي

٣- إعادة رسم خريطة العالم من جديد وهو ما يحدث الٱن في الحرب الروسية الأوكرانية وفي غيرها من حروب قادمة.

٤- فرض الإلحاد والدين الإبراهيمى والتقنية الفرعونية على العالم.

كل هذه المسائل المثارة سيتم تناولها بالمناقشة الجادة وبالدرس والتحليل وبالنقد والمعالجة الصحيحة في نظرية ومشروع تأسيس روح البطولة من خلال عرض مسائلها وفروضها التسعة عشر وفق منهج أو ٱداة دراسة الحالة.


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع