لا أدري عمق العلاقة التي بينك وبين العقرب طيلة الرحلة ، لفت انتباهي إذ كنت... مرة تشكرها، وفي أخرى تعتذر لها ،
وختاماً في كل مرة.. تقتل ~ ها .
تلك العلاقة حقاً حيرتني ، لم أكن مختفياً طيلة هذه السنوات كما يسوق البعض ، ويظن البعض الآخر ، لم يتعد الإختفاء مدة الثلاثة أشهر الأولى ، تلك الفترة التي كنت أحاول فيها استيعاب ما حدث، ومن ثم تفسيره ، والتعامل معه وفق تخطيط محكم .
في تلك الفترة البعيدة ، ومنذ اليوم الأول للمعر~كة ، لم يكن لي أي قرارات مسبقة أو تجهيزات لهذه الرحلة ، كما لم أكن مستعداً من الناحية النفسية للرحيل إلى المجهول .
صادف اليوم جمعة وعطلة رسمية بالمركز الخاص بي.
الخاص بك ! لقد سمعنا أنك كنت أستاذ تدرس فيه.
تلك هي مشكلة من استكثر علي العمل بمثل هذا المركز ، وكم حاول إقصائي منه ، فما بالك لو عرف أني مالكه ، وكل الذين قابلهم فيما بعد لم يكونوا سوى موظفين لدي ! غير مسموح لأحدهم بإدلاء معلومة إلا بإذني.
أجريت العديد من الإتصالات بموظفة إدارتي ، لأحصل على نسخة من مفتاح مكتبي ، كنت أود المبيت فيه .
قضيت ليلتي مفترشاً وسادات المقاعد ، لم يمر وقت طويل، وانا أحدق في مروحة السقف ، حتى لدغتني في ذراعي ، انتفضت قائماً ، فرأيتها ثابتة في مكانها دون حراك ، كنت أخاف هروبها قبل أن أقت~لها، ولكن بماذا أقت~لها سوى بحذائي الذي كان خارج المكتب ، كنت اتسحب بهدوء حتى عدت بالحذاء، وهي لا تتحرك ، لمستها فتحركت ثم توقفت وكأنها تنظر إلي وتنتنظرني حتى أقوم بقتل~ها ، عاودت الكرة ، فعاودت كرتها كالأولى، لم أكن خائفاً أو مذعوراً منها ، لكن بعد عدة مرات ، أحسست برسالتها التحذيرية ، وهمساً سمعته حتى أقشعر جسمي من رقة همسه : " غادر هذا المكان" .
شكرتها، اعتذرت لها، ثم قتل~تها .
نظرت إلى ذراعي والسم أراه يتجمع في نقطة واحدة ، وكل حواسي وأعضاء جسمي تعمل بإنتظام ، لم انم ليلتها في تلك الليلة التي مرت كأنها أطول ليالي حياتي ، لم يمنعني النوم ، لدغة العقرب وسمها ، ولكن همسها الذي لا يمكن أن أتجاهله .
ألم تخرج السم ، أو تربط ذراعك خشية سريانه في باقي الجسم ؟
لا، لم أفعل.
ولكن كان سماً !
بل كان همساً .
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة