نظراً لفضيلة الدعاء والاستغفار لعموم المسلمين توسعت في سرد العديد من النصوص وأقوال أهل العلم التي تُبين عظيم الأجر الذي يناله المسلم عندما يدعو أو يستغفر لعموم المسلمين.
لك أن تتخيل أخي المسلم أنك عندما تدعو وتقول: اللهم اغفر لي وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات أنك تأخذ أجراً بعدد كل مسلم ومسلمة من أول أبينا آدم حتى يوم القيامة.
تخيل كم يكون العدد؟ إنه مئات المليارات من البشر آمنت بالله ربا وبالنبي أوالرسول المرسل إليهم، كُل هؤلاء تأخذ بعددهم حسنات.
إقرأ وافهم معي جيداً ما رواه الإمام الطبراني في المعجم الكبير من حديث أم سلمة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال كل يوم اللهم اغفر لى وللمؤمنين والمؤمنات أُلحق به من كل مؤمن حسنة ) .
وإقرأ معي وافهم معي جيداً ما رواه الإمام البخاري في التاريخ الكبير من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من استغفر للمؤمنين والمؤمنات رد الله عز و جل عليه من آدم فما دونه ).
وإقرأ وافهم معي جيداً ما رواه الإمام عبدالرزاق في كتابه المصنف من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: ( ما من عبد يدعو للمؤمنين والمؤمنات إلا رد الله عليه عن كل مؤمن ومؤمنة مضى أو هو كائن إلى يوم القيامة بمثل ما دعا به ) .
وتأمل وافهم يا من حُرمت من المال كيف تكون من أعظم الناس إخراجاً للمال على الفقراء والمساكين ، تكون أيها الفقير من أعظم الأغنياء بدعائك واستغفارك لكل المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات فإن لك بعددهم صدقات كأنك أخرجتها على المُحتاجين ، روي الإمام الطبراني في المعجم الكبير من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من لم يكن له مالٌ يتصدق به ، فليستغفر للمؤمنين فإنه صَدَقة ) .
وهذا التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح تلميذ الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه ما كان يترك الدعاء لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في كل صلاة مفروضة ابدأ ، روى عبد الرزاق في "المصنف" عن ابن جريج قال : قلتُ لعطاء : أَستَغفرُ للمؤمنين والمؤمنات ؟
قال : نعم ، قد أُمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك ، فإنَّ ذلك الواجبَ على الناس ، قال الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم : ( اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ) .
قلتُ : أفتدع ذلك في المكتوبة أبداً ؟ قال : لا . قلت : فبِمَن تبدأ ، بنفسك أم بالمؤمنين ؟.
قال : بل بنفسي ، كما قال الله : ( واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ) .
وورد عن التابعي الجليل عامر الشعبي أنه قال: ما من دعوة أحب إلى الله عز وجل من أن أقول: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
وروي الإمام أبو نُعيم في الحلية والبيهقي في الشُعب من حديث أحمد بن الضحاك الخشاب قال : رأيت فيما يرى النائم شُريح بن يونس فقلت: ما فعل بك ربك يا أبا الحارث ؟.
فقال : غَفَر لي ، ومع ذلك جَعل قصري إلى جنب قصر محمد بن بشير بن عطاء الكندي . فقلت: يا أبا الحارث ، أنت عندنا أكبر من محمد بن بشير، فقال : لا تقل ذاك ، فإن الله تعالى جَعَل لمحمد بن بشير حظًّا في عمل كل مؤمن ومؤمنة ؛ لأنه كان إذا دعا الله قال : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات والكائنين منهم والأموات .
أخي الكريم: لا تبخل على نفسك وخذ معك المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات في دعائك واستغفارك .
اللهم إني أستغفرك ما حييت من كل ما يُغضبك وأسألك ما حييت من كل ما تحبه وترضاه وكذا أستغفرك وأسألك لكل مسلم حياً أو ميتاً ما رجوته لنفسي .
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة