قد مل عشقي وعودك يا مدرستي؟أحمد انعنيعة

مدرستي الحلوة.....

أيام حلوة كتبتها عنك بألوان الطباشير..
لم تطلين علي من نافذة ناقلات الأسواق ولم ترحلين الى الغد في فستان قديم..
من منحك حروق لمسات دورات الخريف..
 وأخطط إسمك بجروح حروف تهواني..

ها أنا معك أحيا بالتقادم وقد مل عشقي وعودك..
كم عشقت فيك غيرتك على حروف أوراقي..
كم تذكرت مدادك يبتسم في دورات ربيعي..
فبإسم جبروتك،أتذكر ودائعك على شفتي...
أتذكر قطرات نداك على شرفاتي عيوني..
أتذكر خفقان قلبي وأنا أكتب إليك لوعة أنيني..
لماذا دخلت في انتخابات الغرام..
فأنت غزال ولك حقك في الدلال..
سأمد إليك أنهار خمرة روحك لتسقي دستور حبك الجديد..
إن عشقك يسرق أحلام ضعفي..
فكيف أجنح إليك وأنت تنظرين الى جانبي..
 وكيف أفحص عينيك لتأتيك دروبي بأولى خطاي..

مدرستي الحلوة...
أنت الآن في عتمة الليل..
مات طيري في أفكار مراياك...
ذبلت أغصاني وضاق موقدي..
ستدعوني حاجتي إلى سرقة ما فيك..
سأنقل أوراق الكتب على مواشيك...
لأصبح إنسانا أصارع نزوتي..
لأصارع شيطان شهواتي ..
لتنثر زهرات عطرك نشوتي...
سأجمع لك حشائش الحطب لأصنع مدادي..
وأجتذب إليك طين صلصال ورزما من قصب تمنحني رضاك..
لتصبح خمرة سكري حلالا من ترياق ثغرك..
 وأكتب عليها شهادة ميلاد أقرأ عليها عشيرتي...

يا مدرستي الحلوة...
أين بساتين طفولتي..
متى يولد الشاعر الوحيد في قريتك..
لم كل سنة قانون جديد ....
كر وفر ...
ووعيد لا وعد فيه ولا عهد..
كل سنة تتهجاك عيوني ...
عبراتك تهدهد شفائي...
وأنت تصرخين في براءة وجهي..
تخنقين أنفاسي وأنا في وطني ..
هل عفت كلامي...
الست أنت من حنوت على بلدي بلا ذنب..
أنا أعترف لك أنك سكنت قلبي..
فلا تخجلي ..
أنت بين يدي وأنا مسحور بأكوابك..
غني لي بلحن حضاراتك ...
ليرقص لك ضوئي...
لتنوري نهدا ملفوفا في وطنك..
وعلميني كيف أمشي عاريا في ساحاتك مشية الشطآن..
 ليشرق نسيج روحي ويهتك في عزة الليل سترة خوفك...