فِـي المَاضِـي أخبرني جدِّي عَن قِنديلٍ مَكسور، عَنَ نورٍ أَطفَأهُ نِهايَةُ فتيلة، عَنْ سَقفٍ طينيٍّ أعشَبْ، عَنْ خُبزٍ من ماءٍ يُعجَنْ!.
فـي الماضِـي أخبرني جدِّي الكثير من الحكايا، وَ لَكِـن في يَومٍ أغبر رَحَلَ جدِّي، وَ بقِيتْ حَكاياهُ عالِقة بــــــي!.
و خطَّ قلمي هنا إحدى الحكايات :-
كان يا مكان لِبيْتِنا في القريةِ عُنوان، كان هناك طِفلةٌ باكِيَــــة، تَلْتَفُّ ذِراعُها بِذراعِ أُمِّهـــا و قد أضاعَـت فـي الدَّربِ الطَّريـــق.
تُريــدُ أن تلهـو بين الزهــــور لتستقـي من عُذوبةِ ماء النَّهـــر، و الماءُ لَاَ يُغري إلَّا العَطشَــــــى!.
تُريـدُ أن تُحضِــرَ لأمِّهــــــا هديَّـة، فراشَــــةً تُطيِّرُهـا بينَ يديْهــــا!~.
كَانتَا تسيران معاً فـي دربٍ أخضر مُعْشوشَـبٍ بالأمانـي و تُلامِسُهُ الأحلام الوردِيَّـــة، فَفاض النَّهرُ من دُموعِ الطِّفلة، وَ كُل تَجعيدةٍ في وَجه أُمِّهـا باتت حِكاية.!
سنابِـلُ القمح،صوتُ المطر، سقفُ الزينكـو، وَ ماءٌ زئبقـي يتدفقُ من المِزراب.
أشجارُ اللَّيمـــون، قِنديلُ المسَـــاء، و حُزن إضافـــــي.
صوتٌ فيروزيٌّ يُدغدِغُ عَتباتَ الفجر، "لأجلكـِ يا مدينَـةَ الصَّلاة أُصلِّــــي"..!
وَ طارتْ فراشتـــان، الأولـى حطَّت عَلـى كَتِفِ الطِّفلة، وَ الثانية رحلت إلـى بارئهَـــا.
أُمِّـي فلسطين~...!
وَ أنا ابنتُهـــــا~... !
" و توته توته هون بدأت الحدوته!.. "
هَــي مرفأ قصيدَتنا مَعاً فـي خيامٍ مِن قصب و ليالٍ أنارها اللَّهب، فـي حَكايا سَمِعناها، و غَفونا نَحلُمُ بِهـــــا، فعلِمنا أنّها من زَمنٍ مضَــى، سُكانُّهُ طيِّبون، عيشُهم بالمنون، و َزمانُنا يتلوَّى في كَبَـــدٍ!....
و في الختام و على صوت زقزقةِ العصافير كُلِّي أمل بأحلامٍ ورديَّة و مني لقارئي ألفُ ألفُ تحيَّة.
بقلم أمل حسام خضر
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة