أحاديث الماء 2 ..أخيرة...
أعرف ما تعرفون وأنتم عارفون ما أعرف...كلنا نفهم في الكلمات المغتربة وهي تعتصر شوقا....كلمات تفوح منها رائحة شيح أو عصير زعتر وتفتح قلبك على سر من الأسرار....
كل منكم كان يوما ما رومانسيا ... من تلقاء نفسه او مكرها....وتأمل ظاهرة طبيعية كغروب الشمس على شاطئ البحر....أو شاهد تمدد الماء على اليابسة وهو يلامس حزات حبات رمالها....يمتطي الساحل ونشوة الفرح تغمره....إذ تعبر نسائمه إليك وهو يصيح لغة الفرح....نعم ،تصلك نسائمه إذ ينبسط الرمل ويرتقي الماء فوقه مدارج عشقه....لا رتابة في تعاقب أصواته....يعاود ويعاود كتابة صفحاته بزبد لا ينضب وحبات الرمل تصعد إلى الأعلى وتهبط في حركة تذبذبية....
منظر جميل وأنت تتفرج على محفل الماء....قد يترقرق له جسدك أو يفوح ظلك روحا فائضة....وقد تجمع أنفاسك لتنهيدة نور فجر يرتمي على قامات أشجارك دون شعور....وقد تحلم وقتها بقطاف حبات دالية أو ببسمة طفل أو بنهد رشاش في همس ذو شجون...نعم إنه منظر جميل تطلق فيه العنان لحركاتك ونظراتك وإشاراتك بانشراح كبير وأنت تراقب كيف تنتشر ظلال الماء فوق بساط رمل يشكو من حرارة الشمس....وليس من شك ان لكل قطعة رمل حكايات مختلفة في غابات الوحشة حين تكون على موعد مع كلمات الماء...الشيء الذي يزيد من ملوحته ويحثه على حب مصارعة الأعالي ليكتشف كل يوم قلعة جميلة...لكنه عندما تكل أمواجه وترتخي،يتراجع إلى الوراء إلى أن يزبد مرة ثانية ويعود ليعانق عشق الرمال من جديد....
انعنيعة احمد
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة