تقولينَ (16)
تقولينَ مخزونٌ منَ الكُرْهِ والحِقْدِ
تفجَّرَ كالبُركانِ مسْتهْدِفًا طرْدي
فيا أيُّها الناجونَ ماذا أصابَكُمْ
توقّعْتُ منكمْ أنْ تثوبوا إلى الرُشْدِ
أقولُ عسيرٌ فهْمُ من عَرِفوا العُسْرا
فهلْ نحنُ مَنْ قُمْنا بسلْبِهُمُ جهْرا
وهلْ نحنُ مَنْ قُمْنا بقتلِهُمُ حرْقا
وهلْ نحنُ مَنْ قُمنا بطرْدِهُمُ قسْرا
تقولينَ لا تحيا الشعوبُ على السيفِ
وفي ظُلَلِ الحربِ اللعينةِ والخوفِ
ولا بِعداءٍ مستمرٍّ معِ الغيرِ
ولا بدماءٍ لا تكُفُّ عنِ النزفِ
أقولُ لِمَنْ بالسيفَ أوْ بالقَنا يحيا
مصيرُكَ أيضًا مثلَما هُدِّدوا غَيّا
غريبٌ عجيبٌ طبْعُ من يعشقُ الحرْبا
ويسعى لقتلٍ دونما نَدَمٍ سعْيا
تقولينَ يا مّنْ تطلُبُ السلمَ بالمكْرِ
وحتى لدى الحكامِ بالفسقِ والعُهْرِ
خسئْتَ مدى الأّيامِ ويْلَكَ لمْ تعِ
سلامُكَ هذا مثلُ أمرِكِ مُهْتَري
أقولُ مريضُ الحقْدِ كيفَ نُداويهِ
وأيضًا مريضُ الْكُرْهِ كيفَ نُشافيهِ
فيا خالقي أنتَ المعينُ فكُنْ عوني
على فكْرِ قومٍ مُظْلِمٍ كمْ نُجافيهِ
تقولينَ هلْ مَنْ يهدِمُ البيْتَ والدارا
ويُشْعِلُ الحقْدَ والكُرْهَ والنارا
يُطيعُ وصايا الربِّ هل خطّها حقًا
على لوحِ موسى إنْ في الأمرِ أسرارا
أقولُ أيا موسى أُحبُكمُ حقًا
لأنّي أحبُّ الناسَ كلُّهُمُ صِدْقا
تريدونَ إجباري على كُرْهِكُمْ غصْبا
على الرغْمِ من أنّي على عكْسِكُمْ ذوقا
تقولينَ هذا العالمُ الرحْبُ قدْ غدا
كما الغابِ لا ضَرُّ يصيبُ مَنِ اعْتدى
فإنْ كنتَ جبارًا عنيفًا وظالِما
فمِثْلُكَ مرْهوبٌ ومِثْلُكَ يُقْتدى
أقولُ وُجودي بيْنَ شِقَّيْنِ للرَحى
وجودٌ غريبٌ قدْ تَفرَّدَ بالأسى
هُنا وَطَني بيتي ولكنْ مُغيَّبُ
وأبناءُ إبراهيمَ تصْرَعُهمْ وَغى
د. أسامه مصاروه
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة