يا خافقي كلُّ الدروبِ مشيْتَها
كلُّ الموانئَ زرْتَها ورأيْتَها
حتى نداءاتُ الغرامِ أبيْتَها
يا حسرتي لو حينَذاكَ رعيْتَها
ضيّعتَ عمرَكَ في الدُنى متجوِّلا
تسعى وتشقى جاهدًا متفائِلا
قدْ كنتَ تبحثُ صابِرًا متأمّلا
وإليَّ ترجعُ حائِرًا مُتسائِلا
يا خافقي قصصُ الهوى ليستْ سوى
حُلُمٍ جميلٍ أوْ سرابٍ أوْ مُنى
لكنَّهُ بجهالةٍ دُعِيَ الهوى
شتّانَ ما بينَ الهوى وَبَني الورى
فاسمعْ كلامَ مُجرِّبٍ خَبَرَ الصُدورْ
لا حبَّ ينبِضُ في شرايينِ الصخورْ
قدْ ندّعي ونمثِّلُ الحبَّ الطهورْ
كذِبٌ وغشُ ما تُدوِّنُهُ السطور
كذبٌ وغِشٌ ما يُردِّدُهُ اللِسانْ
فدَعِ الهوى إيمانُهنَّ كما السِنانْ
لا يعْرفُ الحبَّ المُميتَ سوى الزمانْ
وزمانُنا قد شابَهُ مكرُ الحِسانْ
ماذا ترومُ ببحثِكَ الدامي الدؤوبْ
سئِمتْ خطاكَ بلا هدىً حتى الدروبْ
ما زلْتَ تبحثُ في متاهاتِ الغُيوبْ
متوسّمًا خيرًا بأهواءِ القلوبْ
يا خافقي مُتَقلِّبٌ طبعُ النساءْ
مكرٌ خِداعٌ في الصباحِ وَفي المساءْ
هلْ مِنْ وفاءٍ في الهوى وَهلِ الجزاءْ
وصْلٌ وشوقٌ أمْ تُرى سُبُلُ الشقاءْ
د. أسامه مصاروه
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة