في وسط تلك البوتقة الخاطفة للعين.. نبتت زهرة..ما أروعها ليس كمثلها وردة..لونها من جمال البحر وصفاء السماء وهدوء النهر الخالي من شلال..
نبتت متدللة نضرة الغصن.. ناعمة الأوراق.. بين وردات البستان الشامخ..فرعت يوما بعد يوم..فاح عبيرها..وزاد جمالها و ازدان بها البستان.. لكن الأيام تمر وتزداد الزهرة رونقاً وجمالاً.. وإذا بهذا الرجل صاحب البستان.. يهديها إلي رجل لا يعرف عن جمال الورد معني ولا عن جمال العطر مفهوماً.. لم يدرك ذلك الآخر أن زهرة البستان الشامخ مدللة.. نضرة عذبة تحتاج إلي رعاية من نوع خاص.. لا تفهم معني العنف،ولا سبيل لها إلي الجذب والشد والقطف... نعم..ولم لا..؟وقد كانت تنعم برقة الفراشات التي تحوطها من كل جانب..
وعطر باقي الورد من بستانها.. واأسفاااه..بدأ هذا الآخر بقطف وريقاتها ورقة بعد أخرى.. ورغم ذلك..كانت صامدة..لكن جمال الزهرة في جمال أوراقها تلك التي تجذب وتشد النظر بلونها وتأثر القلب بعطرها وعبقها.. إنها لم تصمد أمام هذا العنف.. ذبلت..بقاياها.. لكنها لم تمت..وفي يوم من الأيام..زار البستاني ذلك الرجل الآخر.. وإذا به يجد زهرته..التي انتقاها له بحالة يرثى لها، حزن البستاني على زهرته وقرر أخذها، فعاد بها بين مرارة الألم، و رضا العقل و القلب ، وضعها مرة أخرى في بستانه وقد بدأت تزدهر غصونها الرقية فعادت.. وعاد معها جمالها برعاية صاحبها.. وما أجملها حين عادت.. لتحمل معها برعما صغيرا يزهر معها بزهرة أجمل..وتملأ بجمالها البستان رووعة.. وأصبح كل من يزور ذلك البستان يشغف بجمال تلك الزهرة.. رآها من رآها.. وسر بها من سر.. لكن هناك من عشق تلك الزهرة.. في ذلك البستان شاب.. من بلاد الغرب..عاش بقلب الشرق..لم ير في جمال تلك الزهرة.. كان يختلس الوقت لنفسه.. ويعبر سور البستان.. ويروي تلك الزهرة بماء ممزوج بالسكر.. ويزيل ما حولها من حشائش.. كان يفعل ذلك خلسة.. حتي نمت وزادت في جمالها ورونقها.. و كأن بينها وبينه أمرا..
إنها الواقعية.. إنها روح الشغف.. الذي ليس له سقف....
تحية خالصة..لكل وردات الحياة.. ولكل زهرة..من زهرات البستان الشامخ.. بستان الأمل و الشغف..
......
بقلمي..
ناجي فايد
مصر
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة