دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

Nagyfayd Fayd يكتب : زهرة... في بستان الشغف.

الأرض ممهدة ،  والتراب ثري ، الجو خريفي المنشأ، يجمع بين جمال الشتاء في برودته إذا ما حل الدجى، وبين روعة عصاري الربيع إذاما لاطفت نسماته خد أوراق الدوح،والصفصاف المتمايل، و بين هذا و ذاك ، شمس سناها يتواري تارة وتارة يفوح من أثره العطر إذا ما لامس وردات البستان، بستان ساحلي... يجمع بين البحر والنهر، من يود البحر الأبيض يتقوى... و من نبع النيل العذب يتزود.. بستان شامخ كشموخ الموج.. راس كرسو الطمي..علي شطي النهر.. قطرات الندى..تتناثر.. قطرة تلو أخرى.. وكأنها أكاليل من لؤلؤ وياقوت وماس.. ذلك حين تلامس وردات البستان الشامخ... تتأملها..تداعب أهداب غصون ناعمة..تسترق الوقت.. متخللة تلك الثنايا لتهبط محتضنة تلك الربيعيات الخريفية زهرات البستان الشامخ... ما أجمل الانتظار أمام تلك الملحمة الدرامية.. عاطفة وشوق وشغف بين أبناء الطبيعة الربانية.. 

في وسط تلك البوتقة الخاطفة للعين.. نبتت زهرة..ما أروعها ليس كمثلها وردة..لونها من جمال البحر وصفاء السماء وهدوء النهر الخالي من شلال..

نبتت متدللة نضرة الغصن.. ناعمة الأوراق.. بين وردات البستان الشامخ..فرعت يوما بعد يوم..فاح عبيرها..وزاد جمالها و ازدان بها البستان.. لكن الأيام تمر وتزداد الزهرة رونقاً وجمالاً.. وإذا بهذا الرجل صاحب البستان.. يهديها إلي رجل لا يعرف عن جمال الورد معني ولا عن جمال العطر مفهوماً.. لم يدرك ذلك الآخر أن زهرة البستان الشامخ مدللة.. نضرة عذبة تحتاج إلي رعاية من نوع خاص.. لا تفهم معني العنف،ولا سبيل لها إلي الجذب والشد والقطف... نعم..ولم لا..؟وقد كانت تنعم برقة الفراشات التي تحوطها من كل جانب..

وعطر باقي الورد من بستانها.. واأسفاااه..بدأ هذا الآخر بقطف وريقاتها ورقة بعد أخرى.. ورغم ذلك..كانت صامدة..لكن جمال الزهرة في جمال أوراقها تلك التي تجذب وتشد النظر بلونها وتأثر القلب بعطرها وعبقها.. إنها لم تصمد أمام هذا العنف.. ذبلت..بقاياها.. لكنها لم تمت..وفي يوم من الأيام..زار البستاني ذلك الرجل الآخر.. وإذا به يجد زهرته..التي انتقاها له بحالة يرثى لها، حزن البستاني على زهرته وقرر أخذها، فعاد بها بين مرارة الألم، و رضا العقل و القلب ، وضعها مرة أخرى في بستانه وقد بدأت تزدهر غصونها الرقية فعادت.. وعاد معها جمالها برعاية صاحبها.. وما أجملها حين عادت.. لتحمل معها برعما صغيرا يزهر معها بزهرة أجمل..وتملأ بجمالها البستان رووعة.. وأصبح كل من يزور ذلك البستان يشغف بجمال تلك الزهرة.. رآها من رآها.. وسر بها من سر.. لكن هناك من عشق تلك الزهرة.. في ذلك البستان شاب.. من بلاد الغرب..عاش بقلب الشرق..لم ير في جمال تلك الزهرة.. كان يختلس الوقت لنفسه.. ويعبر سور البستان.. ويروي تلك الزهرة بماء ممزوج بالسكر.. ويزيل ما حولها من حشائش.. كان يفعل ذلك خلسة.. حتي نمت وزادت في جمالها ورونقها.. و كأن بينها وبينه أمرا..

إنها الواقعية.. إنها روح الشغف.. الذي ليس له سقف....

تحية خالصة..لكل وردات الحياة.. ولكل زهرة..من زهرات البستان الشامخ.. بستان الأمل و الشغف..

......

بقلمي..

ناجي فايد

مصر


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع