منعتْ شملَ الحبيبينِ الحُدودْ
وخُصوماتُ بلادٍ وقُيودْ
يا تُرى أجدادُنا نفسُ الجدودْ
لا فهُمْ كانوا نمورًا بلْ أُسودْ
كيفَ نبني بينَ عُشاقٍ سُدودْ
ونلاقيهمْ ببرقٍ وَرُعود
بيْدَ أنَّا بِأَكاليلَ الوُرودْ
نلتقي الأعداءَ حتى بالسُجودْ
"ويحَ قلبي" قال وردٌ في شُرودْ
وُسيولُ الدمْعِ تجتاحُ الخُدودْ
"كيفَ يا ربَّ الورى قلبي الوَدودْ
يُمْنعُ الوصلَ ويُسْتثنى اللدودْ
يا حبيبي لا تصفْني بالجَحودْ
لا تقُلْ عني جبانًا أوْ قَعودْ
كلُّ ما حولي ركودٌ في رُكودْ
أينما أذهبُ بُكْمٌ لا ردودْ
لن أبالي لو أتتْني في برودْ"
خلفَ أسوارٍ لمملوكٍ حقودْ
ونظامٍ فاسدٍ جِدًا كَنودْ
وقفتْ تبكي ورودٌ فالجُمودْ
في عُيونِ الكلِّ أوحى بالصدودْ
لم تَهُنْ يومًا ولمْ تخشَ الجنودْ
وإلى القُنْصُلِ في ذلٍّ تَعودْ
في صباحِ الغدِ قالتْ "لن يسودْ
أيُّ سلمٍ بينَ وادٍ ونُجودْ
فكما زالتْ من الدنيا ثمودْ
فثمودُ اليومِ لا بدَّ تبيدْ
وحليفُ الأمسِ خصمٌ لا يذودْ
عن حِمى الأوطانِ حبًّا بلْ يَقودْ
شعبَهُ المسكينَ قسرًا للحودْ
خدْمةً للغَربِ تجارِ العبيدْ
يا حبيبي في بلادٍ لا تجودْ
بالهوى بلْ بعقابٍ أوْ وعيدْ
لا تظنَّ السوءَ بي لا لنْ أحيدْ
عنْ هوانا رُغمَ إحباطي الشديدْ
لا تلُمْني يا حبيبي لا أريد
في حياتي غيرَ لقيانا الأكيدْ
حَسِبوا القلبَ رصاصًا أو حديدْ
لمْ يَذُبْ إلّا ليحيا من جديدْ
فانْتظِرني في رُبى الوصلِ السعيد
في رُبىً تغفو وتصحو بالنشيدْ
وشذا الزهرِ كأنَّ اليومَ عيدْ"
بعدَ أعوامٍ قضى فيها الصمودْ
وأضاعَ اليأسُ والذلُّ الجهودْ
سارَ زردٌ خلسةً مثلَ الشريدْ
نحوَ قتلٍ برصاصاتِ القرودْ
فحدودُ العُرْبِ للغُربِ تجودْ
إذْ ولِيُّ الحُكْمِ شيطانٌ مريدْ
د. أسامه مصاروه
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة