︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
▪ (بعثت إليه بكتاب، بهدية) – لا: (بعثت إليه كتاباً، هديةً):
✔️ قل: "بعثت إليه بكتاب، وبعثت إليه بهدية".
✖️ولا تقل: "بعثت إليه كتاباً، وبعثت إليه هديةً".
وذلك لأن الكتاب لا ينبعث بنفسه؛ أي: لا يسير بنفسه، ولأن الهدية لا تنبعث بنفسها؛ أي: لا تسير بنفسها، فينبغي أن يكون معهما مبعوث، وهو المفعول المقدر لاشتهاره، ولتساوي وجوده، وحذفه في إفادة السامع والقارئ، فالتقدير: بعثت إليه رجلاً بالكتاب، وبعثت إليه رسولاً بالهدية، وما جرى مجرى ذلك من التقدير، مثل: "بعث البريد بالكتاب"، وهذا التعبير العربي الفصيح المليح.
وكذلك يكون حكم ما أشبه هذا الفعل من الأفعال، تقول: "أرسلت إليه برسالة، ووجهت إليه بالأمانة"؛ أي: الوديعة، فلا تقل: "أرسلت إليه رسالة، ولا وجهت إليه الأمانة"؛ لأنهما لا تذهبان إليه بأنفسهما. ولا يقتصر ذلك على الجماد، بل يشمل الأحياء من الحيوان والأناسي المقهورين، تقول: "بعثت إليه بفرس رائع، وأرسلت إليه ببغل فاره، ووجهت إليه بطائر جميل، وبعثنا إليهم بالأسرى"؛ لأنهم غير مختارين في السير والحركة.
فإذا كان المشار إليه ينبعث بنفسه قلت: "بعثت سفيراً، وأرسلت رسولاً، ووجهت مندوباً عني"، وإلا فلك قدوة في قوله تعالى حكاية عن بلقيس: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}[النمل: 35]. والتقدير: وإني مرسلة أليهم رُسلاً بهدية، بدلالة قولها: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}. فالمرسلون هم الرسل. وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا}[هود: 96]؛ وقال جل شأنه: {وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ}[إبراهيم: 9]. ولم يقل: (أرسل)؛ لأن الرسالة النبوية لم تجيء بنفسها.
يتبـــــــع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة