دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

د/ زين العابدين فتح الله يروي : الجزء الاول من قصة " فراشات حول اللهب "

في صباح يوم من أيام الشتاء؛

وعلى ضفاف بحيرة في إحدى بلاد شمال أوروبا: وبهدوء الصباح ونسماته الخفيفة تشرق الشمس فترسل بأشعتها الذهبية على صفحة المياه.!
تنتعش طيور البحر من نوارس وبطارق وبجع وبط و أوز و تتعانق و تتصافح و تحلق وتحط على شواطيء البحيرة في منظر بديع خلاب.!
وفي هذا الجو الساحر ينطلق نحو المكان أحد أفواج الرحلات الجامعية وذلك لشهرة المكان إذ أنه مقصدا لكثير من السائحين.
كانت الرحلة تشتمل على طلاب من إحدى الجامعات من مختلف الجنسيات أتوا للدراسة والحصول على شهادات الماجيستير والدكتوراه.
و على ضفاف البحيرة الهادئة وعلى إحدى صخور الشاطىء ظهرت فتاتان كما لو كانتا ضمن أسراب طيور النورس والبط و الأوز.
فتاتان ذات ملامح شرقية وتتحدثا اللغة العربية. كان العام الدراسي في بدايته و كان الطلاب مازالوا في حالة تعارف و عمل صداقات.
كانت " رؤى" فتاةمن أصول عربية لوالدين من إحدى البلاد العربية يقيمان في ذلك البلد الأوروبي إبان زواجهما. يرزقان ب " رؤى" مواطنة تحمل جنسية أوروبية ولها كل حقوق المواطنة. فتنال رعاية غير عادية منذ نشأتها و يولي الوالدان اهتماما كبيرا بتربيتها على الطريقة الشرقية. تتعلم " رؤى" اللغة العربية و الدين الإسلامي في مدارس الجاليات العربية. تتفوق في دراستها حتى التحقت بجامعة معروفة ذات مكانة شهرة عالمية.
وكمياه البحيرة كانت "رؤى" هادئة وبجمال الطيور و الشمس كانت اشراقتها و على درجة عالية من الجمال.!
و بينما كانت تجلس على احدى الصخور على ضفة البحيرة تتعرف على" رنا " إحدى الطالبات المصريات المبعوثات في تلك البلاد مع زوجها "عمر" لعمل دراسات عليا .
تتعرف "رنا "على "رؤى" وتكاد الفتاتان تتشابهان في الملامح والسمات و حتى جمال العيون واشراقة الوجوه.
كانت "رؤى" قد تزوجت منذ عامين من" محمد" ولديها مولود من زوجها ومواطنها من تلك الدولة الأوروبية . ينتمي "محمد " لأسرة غربية مسلمة على قدر كبير من العلم والخلق ضف على ذلك وسامتة. لكنه لايعرف طباع وعادات وتقاليد المجتمع الشرقي العربي. على خلاف "رؤى" التي نشأت في أسرة عربية شرقية.
بدت" رؤى" و" رنا "كما لو كانتا توأم فتآلفتا و توطدت صداقتيهما. وبعد أن اكملتا التعارف وتناولتا معا وجبة الإفطار و قهوة الصباح على نفس الصخرة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة وبمياه البحيرة الفريدة وبمناظر الطيور وجداول الزهور والفراشات المزركشة على بتلات و زهور الخمائل.
و بينما كانت "رنا " "ورؤى" تجلسان و تتبادلا أطراف الحديث تجد "رنا" لمسة من الحزن على وجه "رؤى " و كأن شيئا يختفي وراء ذاك الجمال والملامح الفريدة. و تتضح لمسة الحزن حين يقترب "عمر" زوج" رنا" المصري منهما فتطير "رنا "عليه كما لو كانا طائران من طيور البحيرة يتقاربا و يتهامسا ويضحكا وتبدو على وجوههما علامات الرضى والسعادة . وبينما هم كذلك تعرف "رنا" "رؤى "على زوجها "عمر" و هم يترجلون على ضفاف البحيرة. لكن "رنا" مازالت تلاحظ على وجه "رؤى" شيئا من الحزن يخفيه ذلك الجمال.
وبينما كان الثلاثة يتناولون مشروبات ساخنة تتماشى مع طقس الشتاء البارد، ينصرف "عمر" إلى بعض زملائه من الفوج ويترك "رنا "زوجته مع صديقتها "رؤى."
وبعد برهة من الوقت بادرت "رنا "رؤى" قائلة أشعر ولدي إحساس أنك لست منطلقة و لست سعيدة وأكاد أجزم أن بك شيئا من الحزن والكآبة فإن كنت تثقين بي بعد ان أصبحنا كتوأم لايفرقنا إلا النوم ! فافصحي لي عما يحزنك أو بما يكمن في نفسك فلربما أكون سببا في زوال ماتشعرين به.
تتنهد" رؤى" كما لو كانت تتنفس الصعداء و تبدأ حديثها وتكاد تتساقط من مقلتيها العبرات !
وبدأت تقص ل "رنا "ما تراه من منغصات حياتها.
تقول" رؤى"
رغم حياة الترف والإمكانيات الكبيرة والحياة الرغدة لم أحس يوما بعد زواجي بأي سعادة !
ورغم أن زوجي "محمد" لا يدخر جهدا في توفير كل ما أريده .
و رغم حفاوة أسرة "محمد" بي.
إن الأمر يتعلق بالفروق الشاسعة في طرق التربية و منابع الثقافة و روافد العادات والتقاليد التى نشأ فيها كلانا لا تتكامل بل تتنافر!
إن ما نشأت عليه من ثقافة وعادات وتقاليد عربية تختلف عما نشأ عليه زوجي "محمد" من عادات وثقافة وموروثات غربية!
تتنهد "رؤى" وهي تسترسل في حديثها و تقترب من خطوط التقاطع والتي ستكشف ما وراء حزنها وعدم شعورها بالسعادة في حياتها الزوجية مع" محمد"
تقول "رؤى"ل" رنا "
إن لحظة لقائك مع" عمر" وما لاحظته من علامات الحب والسعادة بينكما قد كشفت جراحا غائرة في نفسي ومدى المعاناة التي أحياها في عالم الماديات!
أن ما أشعر به الأن كأني فراشة جميلة بهرت بأضواء المدنية المادية واعتقدت أنها أضواء شمس مشرقة على خمائل الزهر فطارت حولها فاكتوت بنيرانها!
هذا ماستكشفه الأحداث في الجزء الثاني من القصة فانتظرونا.
للاديب والشاعر سفير د/ زين العابدين فتح الله
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع