أحاول صياغة الحرف كأحجيةٍ لا حل لها.. أرسم في البدايات مشاعري تلك التي سقطت في قلب بركانٍ يصارع الأرض.. لتغلبني ثورته.. أحاول أن أتلمس الكلمات.. أتعاطاها غاية..
وأعلم أن الوصول مُحال..
وأن الحديث إليها جهاد..
وأخفي كثير الحروف لأني..
أخاف الجراح تُصيبها مني..
أخاف عليها حديث الغرام..
لأني مُحطم.. لاني مُصاب..
وذقت العذاب.. وويلات منه تُشيبُ الصِغار
..
الحكاية كأنها لم تبدأ حتى تنتهي.. الجرح يحبو للجرح
والألم هوه قصيدة الحب التي شاخت في المهد
والرجوع سقوط
والعبور سقوط
كمن يتقدم الجيش دون سيف
دون خيل
كمن يسير بإتجاه المشرق.. وينادي سأرقب الغروب
كذاك الصائم.. لما غربت الشمس.. لم يكن يملك ماءً أو قطعة خبز
أبحث عني هناك فيهم.. حول حماهم.. هناك عند من يدعي الحب
عند من ينتهك قلبي
لأجدني ضائعاً دون هداية
حتى دون سرابٍ يبعث الأمل
أتهجئ الدرب كأعمى يتلمس حروفاً كتبت بحبرٍ سري
في نهاية المسير..
هناك ركامٌ كثير..
وفيه حروفي..
وفيه قصيدي..
أنا لست إلا بقايا ثمود
بقايا الحروب
أنا كل فصلٍ به زمهرير
وفصل الخريف
وفصل الأماني التي لم تُحقق
وفصل العذاب.. وفصل الجنون
دخانٌ.. رمادٌ.. وجمراً يخون
وسطراً تمزق.. وأوراق تبلىٰ
وتذبل مثل الزهور اليتيمة.. بجدب السنين
أنا لست إلا عروشاً هوت
ونجماً تفجر بكتهُ النجوم..
أنا السندباد بدون البساط
وطيراً كسيراً
وقطرة ماءٍ هوت من سحابه.. لبحرٍ مُسجر بالمهلكات
تسعر ناراً.. وجمراً وشراً عظيم
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة