الحياة حافلة بألوانها وأشكالها وسبلها حلوها ومرها ، والعاقل من أدرك كنهها وتخلص من تجاذباتها التي عادة ما تكون ضد الانسان .
أيتها النفس ارجعي إلى ربك.
مسحت عن قلبي هموم الأيام ، وأخرجته من أروقة الزيغ ، والعبث واللهو والأوهام ، ولازمته الصيانة والرقابة والعناية ، عساه أن يستقيم كما أُمر، فأطلقت لنفسي العنان في البحث عن مخرجها والتقرب من خالقها ، لأن الحياة مليئة بألألواح الإشهاريه التي تتجاذب الانسان وتتراقص أمامه بشتى الأشكال والألوان ، وبأنواع العناوين التي تراها وتتحسسها بالميول والرغبات فتحركها من وراء الكواليس وترسم زخرفها وزينتها ، فتبدو عروسا في ليلة الزفاف .
وبدون هوادة ، وبكل استماتة يتدخل عدو الانسان ومهلكها ليقود زمام الأمور إلى أوج مداها ، ليقيم مشروعه الذي عاهد الله عليه ، لقوله تعالى : َ<< أرأيتك هذا الذي كرمت علي لإن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ....>>
هذا العهد الذي وفى به الشيطان ولازمه إلى يوم القيامة ليقيم مشروعه الدنيوي مستميتا فيه ، فلا تراه يغيب عن الأذهان و المواعيد ، وفي كل الحالات تراه مجتهدا مثابرا نشطا ، ينفخ في صدر الانسان فيستحيل عفريتا من عفاريت الانس ، يضرب هذا ويسب ذاك ، ويقتل كل من أوصى به سيده ، هذا العفريت صاحب الخصال المعروفة , والذي لا يرى إلا بعين الظالم ، ولا يأكل إلا بفم المحتال الجائر الملهوف المغتصب لأموال الغير ، ولا يتكلم إلا بلسان الباطل ، ولا يشهد إلا بالزور ، وهو نقيض الحق سليل الباطل ، إذ يفرح حينما نبكي أو نندم عن فعلة تخالف مبادئ الحياة المشروعة ، ويغضب إذا حدث العكس.
والانسان مفطور على حب الحياة وزينتها ، وليس له من السلاح في هذه المعركة سوى الإيمان بالله وحده ، والتمسك بعروته الوثقى التي لا انفصام لها.
قال تعالى : << وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدوني..>>
ومن هنا يبدو الطريق واضحا جليا لمن كان حيا عارفا معنى الحياة مدركا سبب وجوده قال تعالى :<< أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون>> إذن وجب على الانسان أن يعبد الله حق عبادته ، فتنفرج أمامه زاوية الحياة وتضيق زاوية الشيطان، فتنقشع عنه غيوم الطيش ، ورذاذ البهتان ، ويجد في هذه الحياة متنفسا جديدا،بل وحياة أخرى مليئة بالسعادة والاطمئنان.
الاسم : ابراهيم
اللقب : بوتمجت
الصفه : شاعر كاتب
الاسم الثلاثي : أستاذ
البلد : الجزائر
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة