دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

عبد الفتاح حموده يكتب : هل أجفف دموعي ؟



قد تشقي أي امرأه عند طلاقها.. أما أنا فلا أعرف ااحزن ام أفرح .. ااشقي أم أسعد .. اابكي ام أضحك ..!

على قدر بكائي لما آلت إليه حياتي الزوجيه بقدر ماخشيت أن يتهمني الناس بالجنون لوصرخت بأعلى صوتي أعلنها صراحه أن اليوم هو أسعد أيامي فقد أحسست أنني كالعصفور إلذي خرج من القفص إلى رحاب الحياه الواسعه يشعر بالحريه التامه. 

فقد شقيت في حياتي الزوجيه مالم تشقي منه أي زوجه.. أسامه زوجى _سامحه الله_لايقبل أي حوار بيني وبينه ويرى أن مايقوله لاجدال فيه وإن الأمور كلها صغرت أو كبرت ترجع إليه وحده.. لانقاش.. ولارجعه فيما يأمر به فضلا عن غيرته الشديده لدرجه أنني أحسست بالاختناق إذ أنه يلاحقني في كل وقت فيما أقوله .. وما أفعله.. لايعنيه أختيار الوقت المناسب حتى لوكنت بين أهلي.. أو مع جيراني.. أو صديقاتي أو على الهاتف عندما أتحدث مع أي أحد منهم.. ويتابع مكالماتي في الخفاء أو العلن.. حتى أغلقت هاتفي تماما بل وتوقفت عن زياره أو إستقبال أي أحد فعشت في عزله تامه بسبب غيرته الشديده ليس هذا فحسب بل وقد قرر تأجيل الإنجاب لوقت غير معلوم فلم أدري هل يريدني حبيسه له في سجن الحياه الزوجيه.. يريدني جسدا لا روح فيه يشبع نزواته فقط..!

ظننت في بدايه الأمر أن غيرته بسبب حبه لي ولكن أيقنت أن غيرته تعني أمر من أمرين أما أنها تعني الامتلاك الشئ وعدم التفريط فيه كالطفل الذي لايريد أن يقترب أي طفل آخر من لعبته حتى لوكانت هذه اللعبه مكسوره لانفع لها.. وأما غيرته خشيه أن يتهمه أي أحد بأي شئ يمس رجولته أي خوفا على شخصه فقط والغيره هنا لاتنم عن أي عاطفه من قريب أو بعيد. .

وإذا ناقشته في أي أمر أنهال على بالضرب والسباب باقذر الكلمات وقد بذلت كل مافي وسعى حتى لايصل الأمر بيني وبينه إلى هذا المنحدر الضيق حتى لا أشعر بالتقصير في دوري كزوجه ولايتهمني أي أحد بذلك.

بكيت بشده عندما تسلمت وثيقه الطلاق فقد ظن البعض أنني أبكي لهذا الأمر فحسب إذ أن الناس تدرك تماما أن الطلاق هو طعنه قاسيه تدمي قلب أي إمرأه سواء جاء طوعا أو كرها.. لأن الناس تنظر إلى المرأه المطلقه أنها فشلت في دورها كزوجه وأنها لم تحرص على بقاء زوجها في حياتها.. ولم تحافظ على استمرار حياتها الزوجيه ولا أدري لماذا يوجه الناس أصابع الاتهام إلى المرأه المطلقه وحدها رغم أن هذا الأمر غالبا بيد الزوج الذي يسعى للانفصال عن زوجته دون أن يسعى لإيجاد حلول مناسبه قبل ذلك.

فزوجي لايرى إلا مايراه.. والمرأه عنده لاتفكر.. لاتعارض.. لاترفض.. تخضع.. تطيع.. تذل.. تنزف من جراء الانفصال ومايترتب عليه.

وهل يسأل الزوج عن الذبيحه التي ذبحها وألقى بها بعيدا. بلا رحمه.. أو أدنى تقدير أو اعتبارلها.

وقد يحرص الرجل على الحصول  على إقرار مكتوب من مطلقته بأنها لن تطالبه بأي حق من حقوقها امعانا في اللامبالاة تجاهها ولكي يشعر أنه قد احكم طعنته لها.. وبعد ذلك يزهو بانتصاره ويرفع راسه في فخر أنه قد خرج فائزا ولن تهزمه إمرأه أبدا.. 

ليت أمي ما ماتت فهي  الحضن الدافئ الذي أشعر بالطمانينه والراحه كلما ضاقت بي  الحياه وظلمنا فيها البعض ولاسيما الزوج.

وقد نصحني البعض أن أنسى ما حدث وان أعود إلى عملي وبالفعل عزمت على ذلك

وذات يوم وانا فى مكتبي بمفردي وتذكرت ما أصابني واعاني منه من نزيف من جراء ما فعله زوجى بي وافقدني الإحساس بالحياه فانهمرت دموعي بلا انقطاع لما الت إليه حياتي ففوجئت برجل يناولني منديلا وعلى وجهه ابتسامه هادئه وطلب مني برفق أن اجفف دموعي..

- حضرت الاستاذه ليلي

-نعم أنا ليلي 

-أنا أحمد .. وقد علمت من جارتنا منال ماحدث لك.. والمعاناة التي عانيت منها في حياتك الزوجية..

... _

-أعجبني كثيرا حرصك على القيام بدورك كزوجه لوجه الله ومدى صبرك وقوه تحملك لمواجهه صعاب الظروف.

... _

_ لقد ظللت طوال عمري أبحث عن زوجه مناسبه تتوفر فيها صفات معينه ولم أجدها إلا فيك ياأستاذه ليلي 

... _

_أعرف أن التوقيت ليس ملائما لهذا الحوار.. ولكن أعتقد أنه لايمنع أن أقف بجوارك واخفف عنك ونحاول معا نسيان ما حدث ونبدأ صفحاته جديده لنعيش الحاضر والمستقبل معا فحن نعيش الحياه مره واحده

..._

_هاأنا أمد يدي لك.. انا الآخر بحاجه لك لامراه مثلك فقد عانيت كثيرا من البحث عن المرأه المناسبه للزواج منها وتعثرت كثيرا في  هذا الأمر بشكل لايخطر ببال أحد أبدا.. .

لا أعرف لماذا تركته ليقول لي كل هذا.. وكيف لازمت الصمت بهذه الصوره أثناء حديثه..؟

هل لأن حديثه قد جاء مفاجأه لي لم اتوقعها فعجزت عن الرد أم لأنني  أحسست بالفعل - كما أخبرتني صديقتي منال _ أن أحمد شخصيه عاقله هادئه تتسم بالشفافية والصدق فيما يقوله ويحس به_

لا أخفي سرا إذ خأنني أحسست بالفعل كأني أعرفه منذ زمن بعيد لبساطته وطلاقه تعبيره عما بداخله الأمر الذي جعلني أرتاح نفسيا لحديثه معي.

وجلست أفكر..

هل أأذن له بدخول حياتي  أم  أعرض عنه خشيه أن أتعرض لماساه أخرى..؟

ولازال المنديل في يدي ولا أعرف هل اجفف به دموعي أم القى به بعيدا عني..!!

مع تحياتي (عبدالفتاح حموده)


عبد الفتاح حموده


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع